مزاح.. ورماح
«شعوب موهوبة!»
تناقل العالم الافتراضي، الذي سيصبح حقيقياً جداً بعد فترة قريبة، تحقيقاً صحافياً لنبوءة بروس ويليس، بطل هوليوود، الذي ينقذ الأرض سبع مرات في كل فيلم من أفلامه، التي مثلها في فيلم «سوروجايت» حين نكتفي بالتواصل عن طريق «الافتراض»، وهو لعمري سيناريو مرعب لكنه لذيذ.
المهم أن العالم تناقل فيلماً ـ ليس هوليوودياً هذه المرة، وإن كان قد حاول أن يكون كذلك ـ لمداهمة إحدى إدارات شرطة دولة عربية لمجموعة من الشباب، صعب عليهم الحصول على «المزاج» في دولتهم فقاموا بإنشاء مختبر لزراعة نبتة «القنب» ومن ثم تصنيعها للحصول على منتج وطني وذي جودة عالية، يمكنهم من الحصول على المزاج الذي يشتهونه!
إلى هنا والخبر تقليدي، ويحصل في أحسن العائلات، لكن ما نقله الفيديو ولم يكن تقليدياً أبداً، هو ذلك الإتقان الشديد في بناء المختبرات، الحصول على درجات الحرارة المناسبة، الأدوات المخبرية النظيفة، التقسيم الجميل للمختبر والإضاءة فيه، الحيطان البيضاء اللامعة، استخدام القفازات أثناء العمل، لقطات تشعرك بأنك في مختبر زراعي يتبع إحدى الجامعات الراقية، التي ترغب في تغيير وجه الكرة الأرضية الشمطاء، والتي بها «شق» أيضاً، بل إن لقطات الفيديو تظهر أن «علماء السوء» لم يكونوا يدخلون مختبرهم من دون لبس البالطو الأبيض، المميز لملائكة العلم!
يذكرك شكل النباتات وحسن التنظيم واللوحات الإرشادية، بالمختبر الذي أقامه «مات ديمون» في فيلم «المريخي»، الذي كان سبباً في عودته إلى الأرض..
أتذكر الأفلام اليوم لأن الفيلم كان مؤثراً فعلاً..
هؤلاء المجرمون الذين لن يروا النور مرة أخرى، كانوا يتمتعون بقدرة فائقة على الإتقان والتميز والعمل «النظيف»، لكن المشكلة البسيطة أنهم استخدموا هذه المهارات في «أعمال قبيحة»!
لا أعلم ما الجهة في المجتمع التي يجب عليها تصيد هكذا مواهب مذهلة، وتبنيها وتوجيهها للعمل بالاتجاه الصحيح، لكسب عبقريتها ومواهبها أولاً.. ولمنع استخدام هذه المواهب في أجندات أو أنشطة مضرة، لا أعلم فعلاً!
لكن ما أعلمه وآسف له، أن الفيلم المنتشر ليس سوى نموذج لآلاف المواهب المتناثرة هنا وهناك، التي ترغب كأي شاب في الكسب السريع وتحقيق أمر ما، وهو ممكن لو حنت عليها يد ما، قبل أن تلتقطها يد الجريمة..
ما ضر لو أن أحدنا تبنى هؤلاء لاستزراع «الفقع» مختبرياً.. بدلاً من توجههم نحو القنب الهندي..
Twitter:@shwaikh_UAE
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .