كل يوم

ترويع للناس وإحراج للدولة!

سامي الريامي

هي ليست حيازة دون تصريح، الموضوع أكبر من ذلك بكثير، فالمشكلة ليست في الحصول على ترخيص حيازة لتربية واقتناء حيوان مفترس في منزل، فأساساً لا توجد جهة رسمية في الدولة تُعطي تراخيص لحيازة الحيوانات المفترسة في المنازل، والأمر يقتصر فقط على الأماكن الرسمية والمعروفة والمسجلة، المشكلة الكبرى تكمن في تعريض حياة الناس للخطر، وفي ترويع البشر، كما أنها مشكلة ذات بُعد خارجي، فهي مخالفة دولية تضع الدولة في موقف محرج أمام المنظمات الدولية المختصة في حقوق الحيوان، والجهات المُكافحة للاتجار غير المشروع به.

•مشروع القانون الاتحادي الذي مازلنا ننتظر إصداره منذ سنوات، يُجرّم اقتناء الحيوانات المفترسة للأفراد، ليس من باب الحصول على ترخيص، بل من باب ترويع البشر بشكل يُشكل خطورة على حياتهم.

 مشروع القانون الاتحادي الذي مازلنا ننتظر إصداره منذ سنوات، وهو الآن في طريقه للنقاش في المجلس الوطني الاتحادي، يُجرّم اقتناء الحيوانات المفترسة للأفراد، ليس من باب الحصول على ترخيص، بل من باب ترويع البشر بشكل يُشكل خطورة على حياتهم، خصوصاً أن مسودة هذا القانون تمت صياغتها قبل سنوات في أعقاب ورود معلومات شبه مؤكدة لوزارة البيئة، تُفيد بوفاة شخص توقّف قلبه فجأة، وهذه الفجأة كانت من خلال مزحة إدخال أسد عليه في منزل صديق له!

 الإمارات كافحت ظاهرة استيراد الحيوانات المفترسة، وتهريبها، فهذا الباب أغلقته الجهات المعنية منذ سنوات، حيث تم منع الاستيراد بشكل تام للأفراد، ومكافحة التهريب بشكل قوي، ما أدى إلى انخفاضه إلى أدنى مستوى، لكن ذلك أنتج سوقاً سوداء مزدهرة، وتحول الموضوع إلى «بيزنيس»، فالأسعار تصل أحياناً إلى 300 ألف درهم لأنواع معينة من الحيوانات المفترسة، والمعروض في هذه السوق هو إنتاج محلي ناتج عن الاستيراد السابق قبل قرار منع الاستيراد، وهناك مزارع تخصصت في إكثار هذه الحيوانات، بل إن وزارة البيئة ضبطت، قبل فترة، شخصاً أوروبي الجنسية، مصنّفاً عالمياً بأنه أحد أكبر مهربي الحيوانات، ومطلوب دولياً عبر الإنتربول، يمارس هوايته الممنوعة في مزرعة داخل الدولة!

ظاهرة خطيرة، وربما لا يدرك حجم خطورتها كثيرون، ولن يدركوها إلا بعد فوات الأوان، وتأخر صدور القانون الخاص بتجريم اقتنائها يجعل الموضوع أكثر صعوبة على المجتمع، وأكثر استسهالاً في استمرار الاتجار فيها، وبتربيتها، واستخدامها للمشاهد الكوميدية على مختلف مواقع التواصل، وترويع الناس بها بحجة المزاح!

انتشار اللقطات والمشاهد التصويرية مع حيوانات مفترسة في مواقع التواصل الاجتماعي على خطورته، هو أمر مُحرج للدولة، فرئيس منظمة «سايتس» قالها مرة لمسؤول إماراتي كبير: «نحن نعلم أن هناك تهريباً واتجاراً غير قانوني بالحيوانات المفترسة في معظم دول العالم، لكن ما يحدث لديكم غريب، فالمخالفون هُنا فرحون بمخالفتهم للقانون الدولي، وهم يضعون صوراً ولقطات مصورة لهم مع الحيوانات، وينشرونها في كل مكان، ما يجعل العالم يعتقد بأنكم لا تعترفون بالقوانين الدولية»!

twitter@samialreyami

 reyami@emaratalyoum.com

 لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر