سوار الدم..
اقتحم بعض اللصوص منزل عائلة بريطانية قبل أيام، وعاثوا فيه فساداً، بعد أن قلبوه رأساً على عقب، مستغلّين وجود العائلة خارج البيت.. بحثوا عن كل شيء ثمين يمكن أخذه وتصريفه دون جهد أو عناء أو يعود عليهم بالشبهة.. فكان من بين المسروقات سوار طفولي لم يفكّروا كثيراً، كم سيُحزن صاحبته فقدان رفيق المعصم وخليل النبض..
• أنا مثلك حزين يا صغيرتي «هولي»، فنفس اللصوص، سرقوا رفيقة العواصم، وإكليل الأرض، سرقوا سوارنا وسورنا الجميل «سورية»، هل تسمحين لي أن أقطف من دفترك الصغير ورقة أخرى وأقتبس رسالتك لنفس اللصوص مع بعض التصرّف؟ |
الطفلة «هولي» (ست سنوات) آخر عنقود العائلة المسروقة حزنت كثيراً لسرقة سوارها الناعم الجميل؛ فاقتطعت ورقة من دفترها وكتبت بكل عفوية رسالة إلى اللصوص مالكي السوار الجدد:
«أعزائي اللصوص، السوار الذي أخذتموه يعود لي، منذ أن اقتحمتم منزلنا ونهبتموه، لم أعد أشعر بالأمان، أصبحت أسمع أصواتاً غريبة، وكأنكم عائدون لتسرقونا مرة ثانية، إنكم ترعبون الناس بهذه الطريقة، لا نحصل على المال بهذه الطريقة، أفضل وسيلة للكسب هي إيجاد عمل».
أنا مثلك حزين يا صغيرتي «هولي» فنفس اللصوص، سرقوا رفيقة العواصم، وإكليل الأرض، سرقوا سوارنا وسورنا الجميل «سورية» هل تسمحين لي أن أقطف من دفترك الصغير ورقة أخرى وأقتبس رسالتك لنفس اللصوص مع بعض التصرّف؟ «أعزائي اللصوص، الوطن الذي أخذتموه يعود لنا، منذ أن اقتحمتم وطننا ونهبتموه، لم نعد نشعر بالأمان، أصبحنا نسمع أصواتاً غريبة؛ انفجارات قريبة وصواريخ على مستشفيات ومدارس وكأنكم ترغبون في إبادتنا مرة ثانية، إنكم ترعبون الناس بهذه الطريقة، لا يُحصل على النفوذ بهذه الطريقة، أفضل وسيلة للنفوذ أن تسيروا قوافل مصالحكم بعيداً عن جثثنا».
أعزائي اللصوص، ألا تلاحظون أن قصف ملجأ العامرية في «بغداد» عام 1991 يشبه كثيراً قصف المدارس في حلب 2016.. لم يختلف أي شيء سوى نوع الطائرة والعلم المرسوم على بطنها.. أما الهدف في القصفين واحد «الدم العربي».. أعزائي اللصوص: سورية سوار العواصم، وقلادة التاريخ، وتاج القادم. سورية الوطن أكبر من «فاترينات» السياسة، وأوسع من حقائب التهريب والتخريب، وأقسى من كل أصابع الصاغة.. أعيدوها لنا، فمعاصمنا على مقاسها.. ومعاصمها على مقاسنا.. أعيدوها.. فنحن فقط من يعرف كيف يُمسح بدمع الورد سوار الدم.
ahmedalzoubi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .