المعيار الثامن: التحسين المستمر

قد تحصل مؤسسة ما على اعتماد عالمي أو تحقق إنجازات معينة ولكن ما لم تحافظ على دوران عجلة التحسين المستمر، فلابد أن تتأثر سلباً وينخفض مستوى الأداء وكذلك نسبة رضا العاملين والمتعاملين. ويعتبر التحسين المستمر هو جوهر أي نموذج أو مواصفة في التميز والجودة مثل مواصفات الأيزو والنموذج الأوروبي، وفي نموذج «المستثمرون في القوى البشرية» قد تم تخصيص معيار كامل لذلك، وهو المعيار الثامن، وذلك لإبراز أهمية موضوع التحسين المستمر. ووفقاً لمتطلبات النموذج (المواصفة) يتحتم أن تقوم المؤسسة بالتركيز على التحسين المستمر، وأن يقوم العاملون باستخدام الموارد الداخلية والخارجية من أجل التوصل إلى أفكار وأساليب جديدة ضمن إطار يشجع على الابتكار.

الحديث عن الابتكار أو التميز هو أمر سهل، ولكن الصعب هو تجذير الثقافة وبث الروح في جميع العاملين.

مثل بقية المعايير يتكون هذا المعيار من ثلاثة محاور ويشمل كل محور أربعة متطلبات، فالمحور الأول «التحسين من خلال المصادر الداخلية والخارجية» يتطلب أن يتم تقييم الاستثمار في العاملين مع استخدام النتائج في تحسين الأداء، وأن يتم استخدام المعلومات والمعارف التي يتم استخراجها في تحسين العمليات الإدارية والتطويرية التي تخص العاملين، وثالثاً أن ينظر القادة في المؤسسة إلى ما هو أبعد من بيئة العمل الحالية، بحيث يتم التعلم من العالم الخارجي وجلب معارف جديدة لتحسين أداء المؤسسة، وأخيراً أن يتحمل العاملون مسؤولية التحسين المستمر، بحيث يتطلعون دائماً إلى الأفكار الجديدة والابتكار من حولهم، وأن يتم التغيير تماشياً مع تلك الأفكار. وفي المحور الثاني «خلق ثقافة التحسين المستمر» يتوقع أن يكون العاملون على دراية بكيفية قدرتهم على المساهمة في تحسين الأداء وطرق العمل في المؤسسة، وأن يتم تشجيعهم من قبل الإدارة على محاولة وتجريب أساليب جديدة والتعلم من الأخطاء والنجاحات، وأن يقوم القادة بدعم العاملين لتقبل المخاطر المعقولة عند محاولة أساليب جديدة ومبتكرة، وأن ترعى المؤسسة الابتكار وتعمل سريعاً للاستجابة للأفكار والفرص الجديدة. وتماشياً مع التوجهات العالمية في الإدارة فقد تم تخصيص المحور الثالث لتشجيع الابتكار، حيث يتوقع أن يتم تشجيع العاملين على تقديم الأفكار الجديدة، وأن يعملوا معاً لابتكار أفكار جديدة، وخلق ثقافة تجعل العاملين متحمسين للابتكار والتطوع بأفكار جديدة، وأخيراً أن تحقق تلك الأفكار نتائج إيجابية للمؤسسة. إن الحديث عن الابتكار أو التميز هو أمر سهل، ولكن الصعب هو تجذير الثقافة وبث الروح في جميع العاملين، وتشجيعهم على أن يأتوا بأفكار جديدة تحقق نتائج إيجابية للمؤسسة، فهناك الآلاف من المؤسسات تعمل بلا روح، حيث يأتي العاملون للعمل بطريقة روتينية ويغادرون في نهاية اليوم من دون تقديم فكرة واحدة للتحسين.

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .  

الأكثر مشاركة