كل يوم
السعادة.. أسلوب حياة والتزام
وضع محمد بن راشد، خلال اجتماع مجلس الوزراء، أول من أمس، أساس بناء السعادة والإيجابية في المجتمع، هذا الأساس مبني على دراسات، وهو علم قائم بذاته، وبه مؤشرات دقيقة، فهو ليس شعارات نرفعها فترة من الزمن ثم نبحث عن غيرها، بل هو كما قال سموه «أسلوب حياة والتزام حكومي».
•المسؤولية أصبحت مضاعفة على جميع المديرين والمسؤولين في كل مكان، والهدف المطلوب تنفيذه ليس سهلاً، كما أن من وضع المبادئ والأسس والرؤية الشاملة للسعادة والإيجابية، لاشك في أنه لن يرضى أن تبقى مجرد مبادئ رهينة لشعارات وتصريحات وأخبار. |
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قالها وأكدها بشكل واضح وجلي خلال الاجتماع: «منظومة العمل الحكومي تتطور لتحقيق الغايات التي يسعى إليها كل إنسان، وهي السعادة له ولأسرته، ونحن اليوم في مسار نتعلم فيه كل يوم لتحقيق الخير والسعادة للإنسان».
ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف النبيل، والغاية الصعبة التي ستحطم كثيراً من المقولات التاريخية القديمة، كتلك التي تقول «رضا الناس غاية لا تدرك»، كان لابد من وضع الأساس بشكل علمي ممنهج، فكان الميثاق الوطني للسعادة، الذي يهدف إلى ترسيخ مفهوم السعادة والإيجابية من منظور الدولة، ويحدد التزامها تجاه المجتمع، وأن تكون الدولة وجهة عالمية لذلك، وأن تعمل جميع الجهات الحكومية على تحقيقه.
وهنا مربط الفرس، ومن هناك خلف المكاتب والأبواب في جميع الجهات الحكومية يجب أن تبدأ الخطوات الحقيقية لتنفيذ رؤية الدولة وهدفها الأسمى في نشر السعادة، فالمسؤولية أصبحت مضاعفة على جميع المديرين والمسؤولين في كل مكان، والهدف المطلوب تنفيذه ليس سهلاً، كما أن من وضع هذه المبادئ والأسس والرؤية الشاملة للسعادة والإيجابية، لاشك في أنه لن يرضى أن تبقى مجرد مبادئ رهينة لشعارات وتصريحات وأخبار، تُنشر بشكل سريع، ثم تعود أدراجها دون ممارسة تنفيذية، واقعية وميدانية.
محمد بن راشد عندما اعتمد ميثاق السعادة والإيجابية، وعندما قرر إرساء معاييرهما في المجتمع على أسس علمية، لم يفته أبداً وضع أساليب قياس هذه السعادة، وكيفية الرقابة على تنفيذها، ولاشك في أنه سيعرف، بطرقه المعهودة، عن كل مدير اتخذ السعادة والإيجابية مجرد شعارات وأخبار صحافية، وعن ذلك المدير الذي آمن بضرورة إرساء معايير السعادة في دائرته، وأسهم بشكل إيجابي في تكريسها ونشرها لزيادة إنتاجية موظفيه!
جميل جداً هذا التنافس والتسابق المحمود، الذي لاحظناه من وزارات وجهات ودوائر حكومية كردة فعل سريعة على رؤية الحكومة للسعادة والإيجابية، حيث أطلقت مبادرات متميزة، أعلنت من خلالها جهات عن مضيها قدماً في هذا الاتجاه، فمن إقرار لاستراتيجيات لإسعاد الناس، إلى تعيين مديرين وموظفين خاصين للسعادة والتسامح، ومن تغيير مسميات إدارات لتدخل السعادة بشكل رسمي في الهياكل التنظيمية، إلى اعتماد مؤشر وميثاق السعادة، ولاشك في أن المبادرات ستتوالى خلال الفترة المقبلة، وهذا في حد ذاته إنجاز جميل وجيد.
لكن الأهم من هذا كله هو الاستمرار في السعادة كنهج ونمط حياة والتزام، وألا تكون مرهونة بفترة زمنية، كما يجب أن يتشارك في مسؤولية نشر السعادة كل موظف، مهما كان موقعه ومنصبه، فالسعادة لا تعني التراخي عن العمل بالنسبة للموظف، ولا حرمانه من حقوقه تحت أي حجة من المدير، السعادة هي تحسين بيئة العمل لضمان إنتاجية أعلى، دون الإخلال بالقوانين المعمول بها!
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .