سوالف رياضية
درس ليستر
بعد ما حقق فريق بلاكبيرن روفرز بطولة البريمرليغ منذ 20 عاماً تقريباً، يأتي البطل الجديد المتوج بالدوري الإنجليزي ليستر سيتي، الذي فعل العجائب في هذا الموسم الاستثنائي، ليكرر إنجازاً تاريخياً.
المال ليس كل شيء، ففريق ليستر سيتي تحوّل من فريق مغمور إلى بطل كبير. |
ويعلم الكل أن الدوري الإنجليزي من أقوى الدوريات في العالم، وفريق ليستر استحق البطولة بكل جدارة واستحقاق. وفي الموسم الماضي عانى هذا الفريق الديون، والعجز المالي الذي بلغ 27 مليون يورو، لكن في المقابل أعلن النادي نفسه هذا الموسم عن تحقيق مفاجأة كبيرة، وأرباح تاريخية تحدث للمرة الأولى في تاريخ النادي، فقد بلغت 26.4 مليون إسترليني، وهو رقم ممتاز بحجم النادي الذي كان يعاني في السنوات الماضية مالياً، وربما كان الحلقة الأضعف في الدوري الإنجليزي الممتاز.
ليستر سيتي في 13 من شهر أبريل 2015 كان يصارع على الهبوط، لكنه في يوم الثاني من شهر مايو 2016، أعلن رسمياً بطلاً للبريمرليغ، فسبحان مغيّر الأحول، فهذه كرة القدم تعطي من يعطيها.
فريق ليستر بعد كل ما حققه، يلقن الجميع درساً، فمالك تشيلسي إبراموفيتش كان قد أقال مدرب ليستر الحالي، الإيطالي رانييري في عام 2004، من تدريب تشلسي، قائلاً عنه: «إنه لا يستطيع الفوز بالدوري». واليوم تغيرت الحال، فقد خسر البطل لقبه، وحصل عليه رانييري مدربه السابق، وبإمكان مدرب ليستر أن يضحك.
من المفارقات في البريمرليغ هذا الموسم، أول لقب دوري في تاريخ ليستر سيتي، وأول لقب دوري في تاريخ رانييري، وأول لقب يرفعه القائد مورغان. اللافت أن رانييري لم يفز بالدوري مع الفرق التي تملك المال، مثل فالنسيا وتشلسي ويوفنتوس وإنتر وروما وغيرها، لكنه فاز بالدوري مع الفريق الصغير الذي تبلغ قيمة تشكيلته الأساسية 57 مليون إسترليني.
في المقابل، هناك نجم آخر، محرز، ابن منطقة سارسيل الفرنسية، وهو أول لاعب عربي ينال هذا الشرف بإحرازه لقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي، وثاني لاعب أوروبي يتوج بهذه الجائزة بعد سواريز، محرز هو الساحر للفريق، وهو يتكفل بالتسجيل، كما لا ننسى الأسماء التي قدمت العجائب، أمثال جيمي وكانتي.
المال ليس كل شيء، ففريق ليستر سيتي تحوّل من فريق مغمور إلى بطل كبير، حيث لم يحظ بتغطية إعلامية، ولا قوة مالية، ويملك فقط لاعبين شبان، اليوم صار حديث العالم لما يقدمه هذا الفريق. وعلى أنديتنا أن تتعلم ألا يأس مع الحياة، وكما يقولون تذكّر دوماً أن موقعك الحالي ليس محطتك النهائية.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .