كل يوم
السيارات القديمة.. تلوث وازدحامات!
باريس قررت، الأسبوع الماضي، منع السيارات التي تم إنتاجها قبل عام 1997 من السير وسط المدينة، وذلك في خطوة جادة تهدف إلى الحد من مشكلة الازدحامات المرورية الشديدة، التي تعانيها العاصمة الفرنسية، إضافة إلى الحد من مشكلة التلوث، الذي تتسبب فيه بنسبة كبيرة عوادم السيارات القديمة.
باريس ليست أول مدينة تقرر ذلك، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، فهناك دول قريبة ومجاورة طبقت قراراً شبيهاً، يستهدف الحد من استخدام السيارات ذات الموديلات القديمة في الطرق، فهي تسبب عرقلة في حركة السير، بالإضافة إلى أن تطبيق القرار سيسهم في حماية البيئة، وهناك مدن أعلنت أن أصحاب السيارات من موديلات 1990 فأقل، لن يتمكنوا من تجديد رخص السير لها، وسيتاح لهم إسقاط لوحاتها بعد تحويلها إلى «سكراب»، كما أن بعض الدول الأوروبية تمنع سير السيارات القديمة في الطرق تماماً، ويُخالف سائق السيارة وتُحجز المركبة.
هي مشكلة عالمية، ونحن هُنا في الإمارات لسنا بمعزل عن العالم، بل نعاني كما يعاني غيرنا، وربما أسوأ، مشكلة الازدحامات المرورية الخانقة، والتلوث الذي تسببه عوادم السيارات، ففي تقرير صادر - منذ أكثر من عام - عن لجنة الشؤون الخارجية والتخطيط والبترول والثروة المعدنية والزراعة والثروة السمكية، في المجلس الوطني الاتحادي، أثبتت دراسة أولية الربط بين التلوث الهوائي داخل الدولة، وبعض الأمراض التنفسية.
وأشارت اللجنة إلى أن نسبة الإصابة بمرض الربو - بين الأطفال داخل الدولة - تبلغ نحو 40% ، فيما تصل النسبة بين عموم السكان إلى 15٪، نتيجة التأثيرات المباشرة للعوامل البيئية، مثل الغبار ودخان المصانع، بالإضافة إلى العوامل الوراثية، وما تسببه وسائل النقل البرية من تلوث، تبلغ نسبته 60٪ من التلوث الهوائي في الدولة!
عموماً معظم الإحصاءات العالمية تشير إلى أن (نسبة زيادة أعداد السيارات تعادل أربعة أضعاف معدل نمو سكان العالم، إذ إن نسبة النمو كانت في حدود 5% سنوياً، في حين لا يزيد معدل نمو السكان على 3% سنوياً)، ومن وجهة نظر عالمية، فإن العالم مقبل على أزمة بيئية كبيرة!
لذا فإننا نحتاج في الإمارات إلى قوانين وإجراءات غير تقليدية، لمعالجة مشكلة الازدحامات المرورية، فلم تعد مشروعات توسعة الطرق وإنشاء الجسور فاعلة في حل المشكلة، ولا مناص من تقليل عدد السيارات، فنحن لسنا أفضل حالاً من المدن التي قررت إيقاف تسجيل السيارات القديمة، ولابد من أن نتحرك في هذا الاتجاه، شئنا أم أبينا، عاجلاً كان ذلك أم آجلاً!
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .