البطل الأسطورة

كاسيوس مارسيلوس، سيبدو الاسم غريباً وغير مألوف عند سماعه، مع أنه لأحد أشهر الشخصيات المعاصرة، ستحتار في الاسم الذي غالباً ما سيمر عليك للمرة الأولى، وإن كنت ممن يبحث دائماً عن المعلومة، ولديك هواية البحث والاطلاع عن طريق وسائل الإنترنت الحديثة، ستكتشف أن كاسيوس مارسيلوس هو الاسم الحقيقي لبطل الملاكمة العالمي محمد علي كلاي.

كان محمد علي كلاي يمثل حالة خاصة اجتمع فيها حب الناس له في كل مكان، وذلك بالرغم من أنّ الرياضة التي أصبح فيها بطلاً تعتبر رياضة عنيفة ينفر منها الكثير من المشاهدين، وكان بالنسبة للعديد من محبيه رمزاً من رموز الإنسانية في كثير من المواقف.

لقد رفض الحرب الأميركية على فيتنام، معتبراً أنها حرب ضد تعاليم الإسلام، وتعرّض بعدها لسحب اللقب العالمي للملاكمة منه، وتعرّض لحملات شنيعة من أجل مواقفه الإنسانية التي ترفض الحرب والتعدي على الضعفاء، لم تزده هذه الحملات إلا إصراراً على التمسك بالمبادئ التي يؤمن بها حتى لو كان الثمن غالياً في تلك الفترة.

آمن محمد علي بأن الشهرة والثراء ليسا ذات أهمية مقارنة بالسلام والحرية ومناهضة العنصرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، فتحوّل من بطل رياضي إلى أيقونة عالمية جديرة بالاحترام يصول ويجول داخل الحلبة وخارجها.

أحببنا محمد الإنسان المسلم الذي سأله طفل بعفوية عن الأمور التي سيفعلها بعد الاعتزال؟ فكانت الإجابة غير المتوقعة التي تعبّر عن إيمانه، قال: «سأستعد لملاقاة الله، تملّك العقارات والثراء، وكل هذه الأمور الدنيوية، لن تُدخلني الجنة».

كثيرون يعيشون ويرحلون دون أن نعرف عنهم شيئاً، هناك من يلمعون فجأة ليصبحوا حديث الناس في كل مكان، ثم لا تلبث أن تخفت هذه الأضواء المنبعثة منهم، لأنهم ليسوا على قدر هذه الشهرة، لكنْ قليلون جداً من العظماء الذين تبقى إنجازاتهم ومواقفهم وبطولاتهم حاضرة حتى بعد رحيلهم عن هذه الدنيا، تتذكّرهم الأجيال السابقة والمعاصرة، ومحمد علي بالتأكيد واحد من هؤلاء العظماء. رحم الله الأسطورة محمد علي كلاي، الذي كان وسيبقى اسمه حاضراً على مرّ الأزمان.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .