الضربة القاضية لميسي

- بسبب تشيلي اعتزل ميسي دولياً، حيث كانت القاضية التي فرضت عليه القرار الصعب بعد مشواره الطويل مع منتخب التانغو، فخسارة نهائي كأس أميركا الجنوبية، أكدت العقدة المتلازمة للمنتخب الأرجنتيني مع كأس هذه البطولة في السنوات الأخيرة، رغم المعطيات الفنية التي كان يقدمها، إلا أنه دائماً ما يفشل في معانقة لقبها، فخسارة هكذا بطولة ليست بالأمر السهل والمقبول لنجم بوزن وحجم ليونيل ميسي، الذي شبع كؤوساً ودروعاً مع فريقه برشلونة، لكنه كان يتأمل ويحلم بتحقيق لقب مع منتخب بلاده، وهو في أوج عطائه كي يُفرح جماهيره، ويستكمل حصيلة إنجازاته باللقب القاري لبلاده، إلا أن ذلك لم يحدث، ما زاده إحباطاً ويأساً وحسرة على واقع التانغو.

• خسارة كوبا أميركا ليست بالأمر السهل، والمقبول لنجم بوزن وحجم ليونيل ميسي، الذي شبع كؤوساً ودروعاً مع فريقه برشلونة.

وعندما يتعرض أي لاعب من هذه النوعية لمثل هذه الظروف، فإنه من الصعب عليه التحمل، خصوصاً أن الأنظار موجهة إليه دائماً، والآمال معقودة عليه، كونه اللاعب رقم واحد ليس في فريقه فقط، وإنما على مستوى العالم، فبعد أن أصبح على مشارف الثلاثين من عمره ومضي هذا المشوار، أدرك أنه لا أمل في تحقيق بطولة مع منتخب بلاده الذي أصبح مبتعداً عن منصة البطولات منذ سنوات عدة، لأسباب لا يتحملها هو، وإنما يتشارك فيها الجهاز الفني والإداري واللاعبون على حد سواء، لتكون في النهاية ردة فعله طبيعية ومتوقعة كحال النجوم الذين تعاقبوا على مر التاريخ.

ومن أجل هذا، فإن اعتزاله دولياً خسارة كروية لبلاده، لكن نجمه سيظل مضيئاً مع فرقته البرشلونية ومع ما تبقى له من سنوات معدودة من عمره الكروي في ملاعب كرة القدم الأوروبية.

- خطف المدربين واللاعبين من الأندية دون سابق إنذار، ظاهرة غير مستحبة، قد تكون عواقبها وخيمة على من يعنيهم الأمر. وقد يقول قائل إن هذا عرف أصبح سائداً في الساحة الكروية، فمن لديه القدرة والحجة يظفر بورقة التوقيع في الأخير، لكن هل يعي هؤلاء أن هذه قد تكون مقامرة غير محسوبة ليس من الضرورة أن تنجح، كون التجارب علمتنا أن التعاقدات التي تتم بهذه الطريقة كان مصير أغلبها الفشل والاستغناء المبكر قبل أن يحين موعدها. في الوقت نفسه، يتساءل البعض هل ضاقت الساحة على هذه الأسماء حتى يتصارع ويتسابق البعض لكسب ودها و شراء رضاها دون إدراك لما قد ينجم عنه لاحقاً من اختلافات واتهامات يرميها كل طرف على الآخر، تكون نتيجته توتر العلاقة وشحن النفوس بحجة أن هذا سرق منه ذاك اللاعب، أو ذاك المدرب، بطريقة الدخول من الشباك وليس من الباب؟! فأصدقاء الأمس أصبحوا أعداء اليوم، وفي الغد القريب سيصبح كل منهما متربصاً بالآخر، وسيكون نداً شرساً له في المستطيل وخارجه.

صحيح أن المواقف تتغير والنفوس تضعف عند الإغراءات، خصوصاً عند اللاعبين والمدربين، لكن على أصحابنا أن يكونوا أكثر تعقلاً وحكمة في اختياراتهم، ولا يجعلوا مثل هذه التصرفات تؤثر في علاقاتهم الجانبية، فالسوق تعج بالعشرات، بل بالمئات من هؤلاء، لكن بشرط البحث والدراسة من أجل أن يكون الاختيار سليماً وموفقاً.

Twitter: @Yousif_alahmed

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة