تطبيق العيد

بعد أن غزت التطبيقات كل شيء، بدءاً من تحديد اتجاه القبلة وضبط مواعيد الصلاة، إلى التسبيح الإلكتروني، إلى تنظيف الهاتف والمساعدة في ترك الأرجيلة، وإنقاص الوزن، أتعجّب كيف فلت العيد بكل تفاصيله من عقول مبرمجي الــ«Applications»، ولم يصمّموا تطبيقاً للعيد يريح الناس ويساعدهم على اجتياز هذا اليوم المملوء بالمجاملات.

أتعجّب كيف فلت العيد بكل تفاصيله من عقول مبرمجي الــ«Applications»، ولم يصمّموا تطبيقاً للعيد يريح الناس ويساعدهم على اجتياز هذا اليوم المملوء بالمجاملات.

يعني مثلاً لو فكّر أحد المبرمجين بتطبيق للعيد أتمنى أن يأخذ بعين الاعتبار الخيارات التالية: يعني مثلاً كل من قام بتحميل التطبيق عليه أن يوجه دعوة لأصدقائه وأقاربه لتحميل التطبيق نفسه، وعمل «قروب» مغلق، وربط أرقامهم بالــ«جي بي إس» ليدلّك على الزاوية القائمة بين طول الوتر المنشأ بين متعايدين متقاربين «قانون فيثاغورس الجديد».. وبعد اختيار مجموعة المتعايدين، تقوم بتحديد قائمة للموضوعات التي يمكن طرحها في العيد، فيضع لك خيارات.. «الطقس حار، غلاء الأسعار، رمضان سهل، «داعش» يخرب بيتهم، شفت أمم أوروبا، مين بيفوز هيلاري ولّا ترامب».. الذين يختارون الموضوع نفسه يتم زيارتهم والحديث بالموضوع المختار فقط.. ومن ثم خيارات الضيافة.. «عصير برتقال، منجا، كوكتيل، تفاح، دراق، جوافة، كيوي، قهوة سادة فقط، شاي بنعنع، شاي بميرمية»، فقبل أن يدخل ضيفك لمعايدتك تستطيع أن تحضّر له المشروب الذي وضع عليه إشارة (X) قبل الوصول، وذلك أفضل من أن تقدم له شيئاً لا يشربه.. «أنا ما بشرب عصير.. أنا ما بحب المنجا.. مشربش شاي أشرب أزوزة أنا».

الخانة الثالثة من التطبيق، الضيافة: معمول بجوز، معمول بتمر، معمول بالفستق الحلبي، شوكولاته، تمر فقط.. أيضاً كل من عمل إشارة أمام الضيافة المطلوبة تقدّم له حسب رغبته. وأخيراً الخانة الرابعة في ما يتعلق بالعيديات «النقدية» أيضاً تصمّم خانة لمبلغ المعايدة الإجمالية (المبلغ المرصود)، وتحديد فئة كل معايدة، 10،20،50،100 الخ... وكلما وضعت شيئاً في يد طفل أو شقيقة أو ابنة شقيقة أو ابنة شقيق أو عمّة.. مبلغ الفئة النقدية المحددة سلفاً عبر التطبيق.. سوف يعطيك الرصيد المتبقي بصوت مذيعة ملتزمة: «بقي من رصيدك الآن مائتان..و..خمسون»، وعندما تضع عيدية في طفل قفز في وجهك فجأة وعلى حين غرّة، تسمع الصوت الملتزم نفسه يخرج من هاتفك الخلوي «خطأ في الإدخال»، فتقوم بالتصحيح فتسمع الصوت بعد التصحيح «بقي في رصيدك مائتان..و..خمسة وأربعون»، وآخر الجولات تسمع: رصيدك يشارف على الانتهاء يرجى إعادة التعبئة في أقرب وقت.. وعندما توزّع آخر قرش معك في «الجزدان»، ستصلك رسالة: عذراً لا يمكنك وضع يدك في جيبك بنجاح.. يرجى المحاولة في ما بعد.

أما الرسالة الأهم.. مع مثلث أحمر يظهر فوق الشاشة.. «أنت الآن وصلت للحد الأعلى المسموح به من السوائل والعصائر، لسلامة المثانة، يرجى التصرّف في أقرب دورة مياه».

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة