استعجال وإلحاق ضرر بشركة «وطنية»!
ليس تحريضاً، ولا أود إلحاق الضرر بأحد، لكنني فعلاً كنت أتمنى أن تواصل الشركة «الوطنية»، التي تدير وتنتج مزارع أسماك في الإمارات إجراءاتها القانونية، وترفع دعوى على ذلك الشخص، الذي استغل وسائل التواصل الاجتماعي لنشر معلومات خاطئة، تسببت في إشاعة حالة من البلبلة بين المواطنين والمقيمين، حول خطورة تناول هذه الأسماك لتلوث الغذاء الذي تقدمه الشركة لها، كما ادعى!
ليس ذلك تحريضاً، لكنناً لن نصل إلى تنظيم وتنقية وتنظيف وسائل التواصل الاجتماعي، ولن نقضي على جو الشائعات وتشويه السمعة، ولن نوقف انتهاك القوانين والمخالفات اللفظية وغير اللفظية إلا بتفعيل القانون، وتفعيل القانون معناه مواصلة الإجراءات، والخروج بحكم محكمة يدين المخطئ وينصف المتضرر.
أهمية أحكام المحكمة، الصادرة في قضايا تواصل اجتماعي، وإقرارها عقوبات، سواء كانت بالحبس والغرامة، واضطرار المنتهكين للقوانين إلى تنفيذ العقوبات، ستكون في تحولها تلقائياً، وعبر انتشارها في مواقع التواصل، إلى أداة ردع للبقية، وأداة توعية تحتم على المستخدمين الحرص والحذر عند الكتابة أو التسجيل لتغريدة في «تويتر»، أو لقطات مصورة على «سناب شات»، أو «إنستغرام»، وغيرها!
ما حصل مع شركة الأسماك خير مثال على التصرفات غير المقبولة، وعلى الاستعجال بهدف التصوير وجمع المتابعين بأي طريقة كانت، وهو مثال واضح أيضاً على عدم التفريق بين التشهير وتشويه السمعة، اللذين يعاقب عليهما القانون، وبين التحدث عن ظاهرة مجتمعية بهدف التوعية!
شخص لا يملك أي معلومات عن عمل مزارع الأسماك، ولا عن طعامها ومكوناته، ولا عن كيفية التصنيع والإنتاج، يمر على الميناء ويشاهد شحنة من طعام الأسماك، وعلى الفور يضغط زر كاميرا الهاتف، ويسجل فيديو يتحدث فيه عن سوء تخزين الطعام الذي يفسد بتعرضه للشمس فترة طويلة، وعن مكونات ضارة فيه، وينشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وينتشر المقطع سريعاً بين الناس التي ترتعب منه، لأنه يمس أمراً حيوياً ومادة تشكل طعاماً أساسياً في المطاعم، وعلى موائد المواطنين وغيرهم، لم يعط لنفسه فرصة للتأكد مما يقول، ولم يدرك أنه لا توجد أصلاً عملية تخزين تحت الشمس، لأن هذه الشحنة هي غذاء السمك ليوم واحد، فهي لا تحتاج إلى تخزين أصلاً! وبذلك تتشوه سمعة شركة وطنية رائدة في مجال إنتاج الأسماك، وهي واحدة من أكبر شركات الشرق الأوسط، وتخطط حالياً لتأمين حاجة الإمارات من هذه الأسماك، فهل هذا فعل مقبول؟!
تصرف لا مسؤول إطلاقاً تسبب في إثارة البلبلة بين الناس، وأحدث إرباكاً لكثير من المسؤولين في الوزارة المعنية والجهات الأخرى المحلية، ولدى مسؤولي الشركة، الإرباك خوفاً من تصديق الناس لهذه المعلومات الخاطئة، والتحرك سريعاً لنشر الحقائق، وإعادة سمعة الشركة «الوطنية» إلى مكانتها الطبيعية، كل ذلك في يوم إجازة، كان ذلك الشخص يستمتع فيه عقب ما أثاره من شكوك وريبة، وغيره من المسؤولين مشغولون باتصالاتهم ومشاوراتهم لوضع حد لافتراءاته!
عموماً.. إن تدارك المسؤولين لما حدث وإيضاحاتهم بشكل سريع، خففا كثيراً من وطأة هذا التصرف الغريب من ذلك الشخص، فضلاً عن اعتذار الشخص نفسه في مقطع آخر عما فعله، ورغم ذلك فإنه، للأمانة، على الجميع أن يثقوا تماماً بأن مشروع إنتاج أسماك «سيباس» و«سوبريم» في أحواض متطورة، هو أحد المشروعات «الوطنية» المتميزة في الدولة، وهو يعمل على تأمين حاجة الدولة منها، ويدعم خطة الإمارات نحو الأمن الغذائي، ويقوم عليه مسؤولون مواطنون يبذلون جهوداً كبيرة لتطويره، ويطبقون أفضل وأرقى المعايير العالمية، لأنهم يعرفون تماماً أن الإمارات لا ترضى إلا بالأفضل.
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .