5 دقائق

تربية أهالينا غلط

خالد السويدي

فجأة اعتبر البعض أن التربية التي تربّينا عليها تربية خاطئة، تلك القيم التي نشأنا عليها فيها خلل لا يتناسب مع المجتمع المتطور في هذا الزمان، والأشياء التي كانت عيباً رغم أنها غارقة في العيب تحوّلت إلى شيء عادي من باب «كبّر دماغك لا تشغل بالك»، إن استنكرته أنا أو غيري سنكون مثل الإنسان الذي لايزال يعيش كأنه من بقايا عصر الجاهلية الأولى.

تربّينا على الابتعاد عن الأمور المشبوهة، نعرف الخطأ ونعرف الصواب، بغض النظر عن ارتكابه من عدمه، كنا نعلم بيننا وبين أنفسنا عندما نقوم به أنه سلوك خاطئ، لا أذكر أنه تم تشجيعنا في يوم من الأيام على ارتكاب الأخطاء والأفعال المنافية للذوق والأدب والمتعارضة مع الدين، حتى في تلك اللحظات التي قد يقوم بها أهالينا بأفعال غير مقبولة، فقد كانوا يقومون بها في الخفاء بعيداً عنا كي لا نتأثر بهذا التناقض المحيّر بين ما يقولونه وما يفعلونه.

• تربّينا على الابتعاد عن الأمور المشبوهة، نعرف الخطأ ونعرف الصواب، بغض النظر عن ارتكابه من عدمه.

لفت انتباهي خلال الأيام الماضية انتشار فيديوهات لأطفال برفقة أهاليهم في بانكوك يلتقطون الصور و«السنابات» مع أشخاص أقل ما يُقال عنهم إنهم ساقطون أخلاقياً، تدفع الأم ابنتها لتتصور مع ذكر شاذ حوّل جسده إلى جسد امرأة تشبه هيفاء وهبي، وربّ أسرة يلتقط الصور برفقة العائلة الكريمة مع ذكر آخر تنتشر فيديوهاته المشينة في أرجاء المعمورة، ومشاهد أخرى لا أستطيع تقبلها في تصرفات كنت أراها، ومازلت أراها، وسأصر على أن أراها، تصرفات غير مقبولة.

التربية أمانة ومسؤولية والتزام، عندما يكون الأهل متساهلين إلى هذا الحد فهناك قطعاً خلل في هذه التربية، وعندما يرى الطفل أن هذه النماذج الخارجة من المستنقعات ناجحة وبتشجيع من أهله فلا أعتقد أنه قد يتردد في تقليدها، وربما يصبح في يوم من الأيام نسخة لا تختلف عنها.

البعض يكرر أن تربية أهالينا غلط، ويتحجج بالتعايش والانفتاح ويعزف على وتر التسامح والاندماج مع أنّ الموضوع مختلف تماماً، هناك قيم ومبادئ تبقى ثابتة بغض النظر عن الزمان الذي نعيش فيه، قد أجد نفسي مؤيداً لمقولة «ربّوا أولادكم لزمان غير زمانكم»، ولكن لا يعني هذا أن نربيهم على أن يكون كل شيء بلا استثناء «كوول» وعادياً ومقبولاً!

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر