موسم الانتقال..
على غرار موسم انتقال اللاعبين بين الأندية مع قرب انطلاق الدوري، وارتفاع بورصة الأسماء، وإجراء مفاوضات سرية، وأحياناً التخفي لحضور تدريبات، وإرسال وسطاء لفتح الموضوع.. تقوم الأم بالطريقة نفسها والأسلوب نفسه في البحث عن عروس لولدها وفلذة كبدها، علّها تنجح في صفقة انتقال الفتاة إلى صفوف زوجات الأبناء.. وعلى طريقة المدربين ورؤساء الأندية، تبحث الأم عن فتاة بمواصفات عالية، وبقدرات خارقة، والتزام منقطع النظير في تدريبات «الجلي»، وتصفيات الطبخ، بغية الوصول إلى نهائي «أمم العائلة» كاملة، لذلك وقبل كل شيء، وقبل الحديث الأوّلي عن صفقة «الانتقال» إلى بيت الزوجية، يجب أن تخضع لفحوص روتينية، لتتأكد من أنها لا تتعاطى «مبيضات» البشرة، ولم تجرِ أي عملية «بوتوكس»، أو تقوم بتركيب أسنان مستعارة، وأن تكون خالية من إصابات «الرابط الصليبي»، أو انتفاخات «السيليكون»، أو التواء في «الشفة السفلى»، وغيرها من الفحوص اللازمة.
• الصيف هو موسم الزواج الأول، تحضر فيه موجات العرسان أكثر من موجات الحرّ، وتدق الأمهات الأبواب آناء الليل وأطراف النهار، حتى في وقت القيلولة. |
**
الصيف هو موسم الزواج الأول، تحضر فيه موجات العرسان أكثر من موجات الحرّ، وتدق الأمهات الأبواب آناء الليل وأطراف النهار، حتى في وقت القيلولة، وكل وفد نسائي يزور البيت ليقوم بعملية التقييم، حسب المواصفات والمقاييس المدرجة لديه، يكون قد أعدّ قائمة بالمعايير التي لن تجدها حتى عند ممثلات معجون الأسنان، ولا بحاملات القمصان في دعايات مسحوق الغسيل ثلاثي الفعالية.. المشكلة أن الوفد النسائي يعتبر نفسه لجنة عطاءات حكومية، هناك رئيس لجنة يحدد وقت الزيارة، وبداية وانتهاء الحديث، وهو من يعهد إليه فتح الموضوع أو التملص منه بطريقة ذكية، كما أن هناك ثلاثة أعضاء، كل عضو يبدي ملاحظات، ويحاول أن يفحص «العينّة» من طرفه، حسب المواصفات الموكلة إليه من عريس الغفلة.. يريدون فتاة بعينين واسعتين خضراوين مثل عيني هيفاء وهبي، وبشرة ناعمة كنانسي عجرم، وشعر مسترسل كباسكال مشعلاني، وقلب طيب كأنجيلينا جولي، وقوام رشيق كنعومي كامبل، وأنف مثالي كميريام فارس، وعنق مسكوب كمايا دياب، وصوت حنون كفيروز، وخفة دم هندي صبري، ورزانة خديجة بن قنة، وطبخ منال العالم، ولياقة لاعبة الجمباز الينا كاباييفا، وتقوى عمرو خالد، وحنية ماما فوزية.. المشكلة أنه بعد استنفاد كل الجهود، وبعد زيارة جميع بيوت الكرة الأرضية تقريباً، يبدأ التنازل عن المواصفات التعجيزية، المواصفة تلو المواصفة، إلى أن تحكم القسمة ويقع النصيب على من تشبه في الشكل والحكمة والصوت والصورة الحج «دونالد ترامب» بسلامته! وهكذا تتم معظم الزيجات.. توقعات عالية جداً، وواقع مرير..
ahmedalzoubi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .