كل يوم

الإمارات وفن صناعة الحياة!

سامي الريامي

إرهابيو «القاعدة» سلبوا خيرات مدينة المكلا لمدة سنة كاملة، تماماً كما فعل المخلوع علي عبدالله صالح، الذي عاث فساداً في اليمن سنوات طويلة، ولايزال يعيث، لكن أهل المكلا، كما هم أهل عدن، وساحل حضرموت، وبقية المناطق اليمنية المحررة، لمسوا وشاهدوا الفرق بين حكم الفاسدين، وبين نيات المخلصين للأمة والأخوة والدين.

شاهدوا الفرق بين فساد تنظيم القاعدة، وهيمنته على ثروات المكلا، وتحويل المدينة بأسرها إلى مخزن أسلحة، وبين أبناء الإمارات الذين أعادوا إلى الشعب حريته، ويقومون اليوم بمساعدته ليعيش حياة كريمة، ويبذلون كل جهد لإعادة إعمار المدينة، وتمكين أهلها من إدارتها وإعادة إعمارها.

رجال الإمارات طردوا الإرهابيين من المدينة، وقضوا عليهم في معركة سريعة ودقيقة، في أقل من يوم واحد، في حين أن الطائرات الأميركية من دون طيار ظلت 10 سنوات تطاردهم دون أن تحقق هذه النتيجة، والإمارات قدمت إلى المكلا وأهلها مساعدات، وإعادة بناء وتعمير، منذ تحريرها في أبريل الماضي، أي في أقل من خمسة أشهر، ما لم يقدمه المخلوع علي عبدالله صالح طوال فترة حكمه لليمن الموحد!

إنه الفارق بين أخلاق العربي المسلم الحقيقية، وبين الفاسدين ومدعي الإسلام والمتاجرين بالدين، رجال الإمارات ومنذ اليوم الأول لتحرير المكلا، بدأوا العمل لإعادة الحياة إلى مئات الآلاف من البشر، أمّنوا الساحل، وأزالوا ألغام «القاعدة»، وفتحوا للناس باب رزقهم الذي حرمهم منه الإرهابيون لعام كامل، فخرج الصيادون وعادوا برزقهم ورزق أبنائهم، ومازالوا يخرجون ويعملون.

رجال قواتنا الذين يهلل لهم الشعب كلما رأوهم، لم يرتاحوا من عناء قتال الإرهابيين، بل بذلوا مجهودات جبارة لإعادة تأهيل مؤسسات المدينة، وإعادة إصلاح بنيتها التحتية، إضافة إلى جهودهم في إعادة تشغيل المستشفيات والمطارات، وإعادة الإنارة إلى مناطق ظلت منذ 2014 محرومة من الكهرباء!

في أول أيام عيد الأضحى المبارك، رست على رصيف ميناء المكلا سفينة شحن تحمل مساعدات إماراتية جديدة لقطاع الكهرباء بساحل حضرموت، مكونة من قطع غيار وفلاتر وزيوت، في إطار الجهود الإماراتية الرامية لحل مشكلة انقطاع الكهرباء في مديرية المكلا، هذه السفينة تأتي امتداداً للجسر البحري الإغاثي، الذي تقدمه الإمارات - عبر هيئة الهلال الأحمر - إلى أهالي حضرموت منذ تحريرها المدينة، ومذ ذلك التاريخ والمساعدات الإماراتية لم تنقطع، والحياة تدب في كل أنحاء المدينة، وأهالي المكلا يستنشقون هواء الحرية، ويعيشون بكرامة، وأطفال المكلا وشبابها عادوا إلى مدارسهم، ليتلقوا تعليماً حرموا منه لفترة ظلامية من الزمن.

مساعدات الإمارات ومعوناتها الإغاثية شملت الجميع، ووصلت للجميع، لكل من يحتاجها، أينما كان موقعهم، حتى في الأماكن الوعرة البعيدة، التي لم تكن يوماً هدفاً لأي خدمات أو مساعدات حكومية أو غير حكومية، أوصل رجال الإمارات المساعدات للمحتاجين في تلك المناطق، حتى أنهم اضطروا لاستخدام الجمال في مناطق جبلية وعرة لا يمكن أن تصلها السيارات، لن يصدق أحد أن الجمال تسير لمدة تزيد على 12 يوماً، محملة بالمساعدات والمعونات، كي تصل إلى تلك المناطق!

هؤلاء الفقراء لم يكونوا يوماً محط اهتمام أحد، وإعمار المكلا وتشييد بنية تحتية فيها، لم يكونا في يوم ضمن مخططات أحد، وإيصال الكهرباء إلى مناطق لم تنعم بها من قبل، أيضاً لم يفكر فيه الفاسدون ولا الإرهابيون، كل تفكيرهم كان محصوراً في السلب والنهب، وكل مخططاتهم تقوم على نشر الخوف وتصدير الموت، تلك هي الصنعة التي يجيدونها، مقابل الصنعة النبيلة الراقية الحضارية الإنسانية التي تجيدها الإمارات، فشتان بين الصنعتين!

twitter@samialreyami

reyami@emaratalyoum.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر