لَديّ حُلم

«تستطيع أن تحقق ما يمكنك تخيله، وإذا كانت لديك القدرة على الحلم فستكون لديك القدرة على تحقيق هذا الحلم»، مقولة مجربة ومؤثرة لـ«وليام أرثر وارد»، من يتأمل في صفحات التاريخ سيجد أن المستقبل يهب نفسه لمن يستطيع تخيله واستشرافه، والإنسان الذي يحلم هو الإنسان الذي يصنع التغيير، سواء على الصعيد الشخصي أو الاجتماعي أو صعيد الأعمال أو حتى على صعيد الأمم، فكثيراً من الأشخاص العاديين كان لديهم حلم، واستطاعوا بإصرارهم وبالعمل الجاد والمثابرة تحقيق هذا الحلم، الأمثلة لا تُعد بداية من مهاتما غاندي وتحقيق حلم الاستقلال الهندي، والقادة المؤسسين بدولة الإمارات الذين حققوا حلم الاتحاد، إلى أحلام الأفراد العاديين بالاتحاق بالدراسة في تخصص يحبونه ثم يبدعون فيه، مثل العلماء الذين غيروا العالم باختراعاتهم، مثل «ألكساندر فليمنج» مخترع البنسلين، و«ماري كوري» التي حصلت على جائزة نوبل مرتين في مجالين مختلفين الكيمياء والفيزياء، بل كانت أول امرأة تحصل على درجة الأستاذية في جامعة باريس.

الإمكانات ليست كل شيء، فالكثير من الذين غيروا العالم لم يكن لديهم الحد الأدنى منها.

لا شك أن الإمكانات والبيئة المحيطة بالإنسان لهما دور في دعم الإنسان ومساندته في تحقيق حلمه، ولكن الإمكانات ليست كل شيء، فالكثير من الذين غيروا العالم لم يكن لديهم الحد الأدنى من الإمكانات، فعلى سبيل المثال «إدوارد ديمنج» الأب الروحي لنظرية الجودة الشاملة كان يعيش مع أسرته في كوخ ولم يكن لديهم حتى ماء نقي للشرب، كما كان «إيدهي» رجل الخير المعروف في باكستان لا يملك غير ملابسه، ومع ذلك فقد أسهم في تحسين حياة الملايين، لدرجة أنه عندما توفي تم تسمية مطار كابول الدولي باسمه. إذن على الإنسان أن يتعرف إلى شغفه وما يستطيع أن يجيده، عليه أن يحدد هدفه في الحياة وحلمه، وحبذا لو كان هذا الحلم من النوع الذي يترك أثراً إيجابياً بعد رحيل الإنسان عن هذا العالم، فما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط.

سوف يمر الإنسان بأوقات سعيدة وأخرى عصيبة، فالحياة مثل لعبة «الرولر كوستر» أحياناً تكون في الأعلى وأحياناً في الأسفل، ثم تصعد للأعلى مرة أخرى، لذلك فالمثابرة والإصرار من العوامل المهمة في رحلة النجاح وتحقيق الحلم، ودائماً يحتاج الإنسان إلى الدعم المعنوي والمساندة، لذلك ينبغي أن نحيط أنفسنا بالأشخاص الإيجابيين والبعد كل البعد عمن ينشرون الطاقة السلبية المحبطين، وللأسف فهم الأغلبية. نعم يمكن تحقيق الأحلام ولو بعد عشرات السنين، لكن المهم أن تكون لدينا قناعة وإيمان بحلمنا، ونستطيع تخيله في وجداننا، وأن نجد من يدعمنا ويعطينا جرعات من الثقة عندما نشعر باليأس.

Alaa_Garad@

Garad@alaagarad.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

الأكثر مشاركة