طالع «live»
هو القلم نفسه الذي يستخدمه عالم فيزياء في كتابة أصعب المعادلات وأعقدها، ووضع الحلول المناسبة لها.. يستخدمه آخر في «تنكيش» أذنيه وقت الفراغ، أو في وقته المملوء في الفراغ.
• في الوقت الذي كان يتزايد عدد متابعي «مركبة ناسا» بعشرات الآلاف.. كان صديق آخر يسلط كاميرا «الموبايل» عليه، وهو يسحب نفساً عميقاً من معسل «التفاحتين». |
**
أكثر من ربع مليون متابع تجمهروا حول إحدى صفحات «فيس بوك»، التابعة لوكالة ناسا، حيث قامت الأخيرة ببث حي ومباشر، وبالصوت والصورة، للفضاء الخارجي ولصور جديدة للأرض، مستغلين الخدمة التي يقدمها موقع «فيس بوك» في علم ينفع!
طبعاً اشتمل البث على مراحل كثيرة، كصعود المركبة إلى الفضاء، ونشر صور مباشرة ومتحركة للعالم الذي يبدو لنا مجهولاً وغامضاً، ما أثار دهشة المتابعين، فأرسلوا تعليقات الامتنان والانبهار لفريق العمل، فالصور النقية التي كانت تبث عبر الصفحة حملت عشرات آلاف المتابعين في جولة مجانية، وهم في أماكنهم، بين الكواكب المزدحمة في عتمة المجرة، وهذه إحدى فوائد مواقع التواصل التي لم نهتد إليها سبيلاً بعد.
أقارن بين استخدام الغرب للبث المباشر، واستخدام ربعنا للبث المباشر!!! ففي الوقت الذي كانت تنقل فيه «ناسا» في بث مباشر صور المركبة، وهي تتقلب ذات اليمين وذات الشمال في السماء، كنت أحضر قلب عشرات الطناجر أيضاً بنقل حي ومباشر، فبعض الأصدقاء آثر أن يرينا في التوقيت نفسه كيف يحمل طنجرة «المقلوبة» من على الغاز ويقلبها في «السدر»، ناقلاً لنا عملية تصاعد البخار من أسفلها كتصاعد الدخان فور انطلاق المكوك، مع صيحات الله أكبر التي لم يجد مطلقوها وسيلة للتعبير عن الانبهار بصمود محتوى «الطنجرة» دون انفكاك أو انهيار غير كتابتها في تعليقات متتابعة تحيي الصديق العزيز على الإنجاز «الطبخي» الجديد. وفي الوقت الذي كان يتزايد عدد متابعي «مركبة ناسا» بعشرات الآلاف، كان صديق آخر يسلط كاميرا «الموبايل» عليه، وهو يسحب نفساً عميقاً من معسل التفاحتين.. وينفثه في وجه المتابعين، ثم يرينا «زنوبته» الخضراء ذات الماركة «777»، وثوبه القصير الذي تلقاه ذات عمرة من أحد أنسبائه، ويظهر ركبتيه السمراوين وهما تهزهزان أثناء الأرجيلة، ويدعو الأصدقاء أن يتفضلوا بمشاركته «النفس» كنوع من كرم الضيافة، ثم فجأة وأثناء البث يسقط «الموبايل» أثناء التصوير، ليظهر كيس بصل في خلفية الصورة، كان يخفيه في الزاوية الأخرى من جدار البيت.
***
المشكلة ليست بفارق الاستخدامين لخدمة الــ«live» فقط، المشكلة في التزامن بين البثين، هناك «بثّ مفيد»، وهنا «بث» تتمنى أن تقول له بصوت مرتفع «(بثّ) عاد.. بلا ولدنة».
ahmedalzoubi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .