أبواب

بوابات..

أحمد حسن الزعبي

لو كان لديّ الوقت الكافي لقمت بتأليف كتاب «النصائح الفورية في الحياة الزوجية»، أضع فيه خبرة 14 سنة من الجهد والعرق والكرّ والفرّ والتملّص وكسب الجولات، ليكون بين يدي المتزوجين الجدد أو المقبلين على هذه الخطوة «اللي زي بعضها» كدليل إرشادي، وقاموس اقتصادي، يعود إليه الزوج العربي كلما تعرّض لمواقف مشابهة.

أولى النصائح التي سأضعها في الكتاب هي: بعد أن ترتدي ثياب الخروج، وتضع العطر المحبب إليك، إياك ثم إياك أن تسأل أم العيال: أجيب أغراض وأنا راجع البيت؟ لأنك بالتأكيد ستستمع إلى قائمة طويلة عريضة، ولن تسمع كلمة «سلامتك»!

راقب بنفسك وقرر، فور أن تشعر الزوجة بأنك ذاهب إلى العمل أو في مشوار مع الأصدقاء، وبدأت بتحضير نفسك، أرصد كم طلباً سيصل مسامعك وأنت في حالة التحضير: «جيب معك خبز».. «ما تنسى البيض علشان فطور بكرة». حرام، الأمر ليس بأيديهن، ولا هن يتحكّمن في ماكينة الأوامر، إنه «السيستم» الآلي الداخلي، الذي يعمل تلقائياً بداخل المرأة عندما ترى زوجها على أهبة الاستعداد للخروج.

أول من أمس حملت ملابسي بيدي، ودخلت للاستحمام، وقفتْ في طريقي، وقالت: إذا طالع جيب معك بطاطا وبندورة ولحمة مفرومة، قلت لها: بس أنا داخل الحمام، قالت أقصد إذا طالع على السوق. بعد أن خرجت من الحمام ومررت أمامها وهي تجلس في الصالة، قالت: نريدك تترك لنا بعض النقود علشان الأولاد يشتروا من السوبرماركت نسكافيه وشامبو للشعر، هزّيت رأسي موافقاً، ومضيت. نشّفت شعري بالبشكير، وحاولت تمشيطه، فتذكرت أنني تجاوزت المرآة فعدت، مررت من أمامها من جديد، فقالت: صحيح! جل للشعر ودواء خافض للحرارة للصغار، فرددت بهزّة الرأس نفسها، بحثت عن قميصي وبنطالي.. يا إلهي إنهما في خزانة غرفة النوم.. مررت من أمامها من جديد، فتذكّرتْ: إحكِ مع المصلّح، شوفه صلّح الغسّالة ولا لأ، الغسيل مكوّم.. حاضر. الحمد لله كل ملابسي اكتملت، البنطال والقميص والجاكيت، ولم أعد احتاج إلى المرور من أمامها، حتى لا تتذكّر غرضاً منسياً أو تهف على نفسها سلعة طواها الزمن، ولم نعد بحاجة إليها.. يا إلهي، ما هذا! الحذاء والجوارب في جوارير الأحذية، قرب الباب، ما يعني ضرورة المرور من جديد.. مشيت على رؤوس أصابعي، قالت: بتلاقي في المحلاّت «نفّاضة» الغبار المصنوعة من الريش؟ فتحت عينيّ على وسعهما «نفّاضة ريش»؟ هذه انقرضت منذ فلم «ابي فوق الشجرة» منين يا حسرة.. صمتت قليلاً، وقالت: طيب بلاها، اشتر أكياس تفريز بسحّاب!

سقطت الجوارب من يدي، وقلت لها: بتعرفي أنت بشو بتذكريني؟

- هي: بشو؟

- أنا: ببوابات «سالك»، كل ما أمرّ من قدّامك لازم أدفع!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه . 

تويتر