أنجح «ريجيم»

شريحة «توست» أسمر مع ربع ملعقة لبن خالٍ من الدسم، وثلاث دوائر صغيرة من الخيار كوجبة إفطار، تتبعها رياضة نصف ساعة على جهاز الركض الكهربائي بسرعة سبعة كيلومترات في الساعة، ثم تنزل تترنّح من الجوع والتعب، لتأكل الرفّين العلويين من الثلاجة.. هذا «الريجيم» القاسي، الذي جرّبته نصف سيدات العالم، لم يأتِ بنتيجة حقيقية.

هي الطبيعة البشرية، ففي الوقت الذي يحتاج فيه جهاز الركض الرمادي الداكن ليحرّك كل عضلات الجسم، ويقلق راحة الكرش في القفز السريع والتأرجح يمنة ويسرة أثناء ممارسة الرياضة، فإن الثلاجة البيضاء التي تسر الناظرين لا تحتاج إلى أكثر من عضلة واحدة حتى تفتحها، وتندلق على أصنافها النفس الأمّارة بالسوء كمتعاطٍ «خرمان» وجد ضالته في وقت ذروة الإدمان.

إحدى السيدات لم تترك وصفة على الإنترنت أو في أدراج أخصائيي التغدية إلا جرّبتها ومشت عليها من الجمعة إلى الجمعة، بدءاً من عصير الجزر على الريق، إلى الليمون والماء الدافئ، إلى الخل الأبيض مع الماء الدافئ أيضاً، إلى الفلفل الحلو والخيار الرفيع، إلى بذور الشيا مع سلطة الخيار بلبن، إلى بذور الكتان مع سلطة الملفوف بالجرجير.. كل هذه الوصفات المجاعية الخالية من السعرات الحرارية كانت تنهار أمام «طبق الجمعة»، الذي تضطجع فيه الدجاجة على جنبها الأيمن، وتضع جناحها تحت رأسها بكامل الشواء، وحولها عدّة مكياجها من المايونيز والكاتشاب والشطة والدسم.. حيث يتم نسف كل مقررات الريجيم، والكفر بالرشاقة التي تؤدي إلى الجوع المذلّ، أمام هذا المشهد السريالي، هنا يسقط كل عظماء الريجيم وقادة «الدايت»، يسقطون على أسوار الدسم العظيم، فينهارون بلحظات ثم يبدأون ببناء جيش إرادتهم من جديد.

من طرائف الريجيم أن فتاة من «هواة التخسيس» التقت صاحبتها السمينة بعد سنة ونصف السنة من زواجها، وقد خسرت الأخيرة أكثر من 50 كيلوغراماً مرة واحدة خلال هذه المدّة، ولولا نبرة الصوت، والشامة التي تجلس في المنتصف بين الحاجبين على الطريقة الهندية، لما عرفتها، المهم بعد السلام والأشواق سألتها..

- بس نفسي أعرف كيف خسرتِ كل هالوزن؟! شو البرنامج اللي عملتيه حتى صرتِ هيك؟ ولك بتجنني صرتِ!

- الصديقة: لا ريجيم ولا إشي، جوزي، بعيد عنك، منكد علي عيشتي، مكرهني حياتي، بيضربني، ونسونجي، وسوكرجي، وبيلعب قمار، وسهر لطول الليل.. من يوم ما تزوجته ونفسي مسدودة عن الأكل، لهيك نزل وزني أكثر من 50 كيلوغرام.

- طيب ليه ساكته عليه، اتركيه وارتاحي منه؟!

- الصديقة: باقي عليّ 6 كيلوغرامات لازم أنزلها!

ahmedalzoubi@hotmail.com

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .