أبواب
غوغل موتورز
إذا أردت أن تأكل «تبّولة» ومقبلات على أصولها فعليك ببيروت، وإذا أردت أن تزرع الشعر وتستثمر في فروة رأسك فاذهب إلى إسطنبول، إذا أردت أن تأكل البيتزا على أصولها فاذهب إلى روما، أما إذا أردت أن تعرف من أين تقفز الأفكار الغريبة والابتكارات المذهلة، فيجب أن تقطع تذكرة إلى كاليفورنيا، فهذه المدينة تسمى مدينة الابتكارات، حيث البحث الدائم عن الأفكار الجديدة، بغض النظر عن مالكها فرد أو مؤسسة، المهم ألا تكون تقليدية أو مستهلكة.
في كاليفورنيا تم اختبار طراز جديد من سيارات ذاتية القيادة، حيث قام قسم «وايمو» في غوغل بتعديل سيارة هجينة ذاتية القيادة، بإضافة حاسوب معدّل ومستشعرات وتقنيات بث المعلومات الحاسوبية لمسافات طويلة، تستطيع أن تمشي وتغيّر المسار وتنحرف وتتوقف، وتستطيع أن تتعامل مع السيارات القادمة من الاتجاه المعاكس، أو ظهور الدراجات فجأة دون أي تدخل منك، ما عليك سوى الركوب «وكثّر الله خيرك»!
ما علاقة «غوغل» بإنتاج السيارات؟ سألت نفسي هذا السؤال كيف يقفزون من تكنولوجيا المعلومات إلى تكنولوجيا السيارات هكذا بكل سهولة وقوة قلب وثقة بالنفس، وأبناء جارنا اللحام منذ عشر سنوات يحاولون إقناع والدهم بأن يغيّر باب المحل من الألمنيوم السحاب إلى باب «سوكريت»، وهو يرفض، بحجّة أن الرزق في العتبات.. إذا تغيّرت العتبة فسينتكس الرزق!
ما علينا، طيّب إذا ما نجحت كل تجارب غوغل في سيارات الـ«وايمو» هذه، وصارت سيارات متداولة على نطاق واسع وبشكل تجاري كبير، فهل هناك أي حاجة لدائرة المرور لإصدار الرخص للسائقين؟ وهل تعود هناك أي حاجة لمدارس تدريب السائقين نفسها؟ وبالتالي ما الحاجة إلى شرطة المرور؟ لأن العنصر البشري الذي اعتاد ارتكاب المخالفات سيتحجّم دوره ويتراجع لمصلحة الكمبيوتر الذي سيتولى عملية القيادة وتحديد السرعات، وإعطاء الغمازات وإشعال الأضواء العادية، والاصطفاف في الأماكن المسموح بها، وفق معايير دقيقة محسوبة بالسنتيمتر.
بالمناسبة الشيء بالشيء يذكر، لماذا توقّف العقل العربي عن ابتكار طراز جديد من القطايف غير قطايف الجوز وقطايف الجبن؟
ahmedalzoubi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .