كل يوم
حالة الإنكار غير مجدية.. ولن يفيد «حب الخشوم»!
وزير الخارجية القطري «يأسف» لأنه يرى «سهاماً توجه إلى قطر من داخل البيت الخليجي»، ونحن أيضاً نأسف لأن مسؤولاً بحجم وزير خارجية لا يعرف، على ما يبدو، أثر سياسة بلاده الخارجية في نشر الدمار والقتل والفوضى في العالم العربي الكبير، ولم يدرك إلى الآن حجم الخطر الحقيقي الذي يهدد دول مجلس التعاون من تحركات بلاده المشبوهة!
لم يشاهد هذا الوزير أثر دعم وتمويل وجلب المسلحين من ليبيا، وتجميعهم في سيناء، ثم دخولهم إلى مصر لتنفيذ عمليات إرهابية بأموال قطرية، ولم يسمع عن تمويل ودعم بلاده للتنظيمات المعادية لقوات السعودية والإمارات في اليمن، ولم يدرك إلى الآن أن 30% من الهجمات التي شنت على جنودنا في اليمن هي من تنظيمات تتلقى تمويلاً مباشراً وتعليمات مباشرة من قطر، كما أنه لا يعرف شيئاً عن 300 مليون دولار كانت على متن طائرة قطرية في العراق، في طريقها إلى التنظيمات الإرهابية، ولا يعرف شيئاً أيضاً عن تنظيم الإخوان المسلمين، المصنف حركة إرهابية في دول المجلس، ويسعى بشتى الطرق لإسقاط الأنظمة العربية والخليجية، لم يشاهد أياً من قادة التنظيم، ولم يزرهم في قصورهم في الدوحة، ولم يجتمع مع أي منهم في قصور القيادات القطرية، ولا يعرف أحداً من قيادات تنظيمي «القاعدة» و«النصرة» اللذين تمولهما قطر!
وزير الخارجية القطري مرآة وانعكاس لتناقضات القيادة القطرية، فهو يرى أن التصعيد الأخير ضد قطر سبقته حملة إعلامية تحريضية غير مسبوقة، وهذا يدل على أن قناة الجزيرة محجوبة عن معاليه، فهو لم يشاهد كل الحملات التحريضية التي شنتها هذه القناة المسمومة على جميع الدول العربية، دون استثناء، لم يسمع أو يشاهد ما فعلته ومازالت تفعله في مصر، وليبيا، والبحرين، ولم يشاهد الكذب والفبركة والادعاءات التي تبثها عن الإمارات والسعودية، كما أنه لا تربطه، على ما يبدو، صلة ببقية المسؤولين القطريين، الذين يصرفون مليارات الدولارات على إنشاء مواقع وصحف خبيثة، هدفها الأساسي نشر الفوضى، ولم يدرك إلى الآن خطر تلك الأدوات الإعلامية التي أنشأتها حكومة بلاده، والتي يتزعمها ويديرها مجموعة من المرتزقة، الذين شقوا الصف العربي والخليجي، ومازالوا يفعلون ذلك، بمليارات قطرية!
يعتقد الوزير أن «هناك محاولات لفرض وصاية على بلاده»، وهو بالنسبة إليه «أمر مرفوض»، ولكن الحقيقة الأكيدة لا تكمن في «محاولات» فرض وصاية، بل هناك اختطاف كامل للقرار السياسي ولسيادة قطر، هناك سيطرة واضحة على جميع مفاصل الحكم والحياة من قبل تنظيم الإخوان المسلمين، الذي نجح في سلخ قطر من محيطها الخليجي، ونجح في جعل قيادتها تتخبط لتتعجل الارتماء في أحضان طهران، وتسلم «الدوحة» طواعية كعاصمة عربية جديدة تحت إمرة وقيادة طهران!
حالة الإنكار التي تسود سياسة وإعلام قطر لم تعد مجدية، وجميع سياساتها الظلامية لم تعد خافية على أحد، وأسلوب التهدئة عبر مسكنات «حب الخشوم» لم يعد مقبولاً، ورصيد صدقية قطر لدى دول المجلس أصبح صفراً، لذلك فإن قرارات وإجراءات السعودية والإمارات والبحرين ومصر لم تكن فجائية، بل جاءت بعد معاناة طويلة، وبعد أن أدركت هذه الدول إصرار قطر على الاستمرار في نشر الفوضى، وعدم جديتها في التوقف عن دعم الإرهاب والإضرار بدول المجلس، إذ تيقنت دول المجلس بما لا يدع مجالاً للشك أن قطر لا تتصرف كدولة، فهي لا تحترم تعهداتها، ولم تلتزم باتفاق الرياض «المكتوب»، والمذيل بتوقيع أميرها، لذا فلا رجعة اليوم عن تنفيذ الإجراءات والقرارات، والضغط دون خط رجعة للقضاء على تلك الممارسات الشيطانية!
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .