الأمر واضح ولا يحتاج إلى أدلة!
لا يحتاج الأمر إلى كل هذا الإنكار، ولا تحتاج الحكومة القطرية إلى أدلة على تورّطها في إذكاء ثورات الوطن العربي، وإشعال الفتن في معظم بلدانه، فهي تدرك تماماً أنها متورطة بشكل مباشر في ذلك، ولا أظن أن أحداً في قطر لم يسمع تصريحات يوسف القرضاوي، التي قالها على تلفزيون قطري، ويعترف فيها بدعم ومساعدة أمير قطر، حمد بن خليفة، لجميع الثورات في الوطن العربي من دون استثناء، بالمال والرجال والإعلام وكل شيء!
يوسف القرضاوي أحد أخطر الشخصيات الداعمة للإرهاب، بل هو رأس من رؤوس الإرهاب والفتنة، وبفضل فتاواه تحطمت مدن، ودُمّرت شعوب، وأُزهقت أرواح، وشُرّدت أسر، كيف لا يكون إرهابياً، وهو يُجيز العمليات الانتحارية، ولا يرى وجود مانع من تفجير الإنسان نفسه، حتى لو أدى ذلك إلى قتل مدنيين، شرطه الوحيد لصحة العملية هو أن تكون من تخطيط الجماعة لا الفرد، وعلى الأفراد أن «يسلموا أنفسهم» للجماعة، ويفعلوا ما تراه الجماعة مناسباً، وفق تصريحاته الشهيرة، هكذا يُغررون بالشباب، وهكذا ينشرون الموت والعنف والدمار!
ورغم هذا كله، فإن القرضاوي يحظى برعاية وحماية ودعم كامل من قطر، وبفضل هذه الرعاية ينشر أفكاره الإرهابية الهدامة عبر وسائل الإعلام القطرية، ويتطاول على رموز دول المجلس بشكل فجّ، والحكومة القطرية ترى وتسمع ما يتفوه به هذا الإرهابي، لأنها شريكة حقيقية في نشر الأفكار المتطرفة، وشريكة في توفير الحماية والملاذ الآمن له ولغيره ولمن على شاكلته، فلماذا ترفض اتهامها بدعم وتمويل الإرهاب؟ ولماذا تنكر وتتعنت وتنفي، وتطالب بتوفير الأدلة على هذه الاتهامات «الباطلة»؟ إن كانت اتهامات باطلة فلتسلم القرضاوي إلى بلاده الأصلية، حتى يلقى جزاءه العادل فيها، وإلا فلا جدوى من المكابرة والإنكار، ودفن رأسها في رمال الكذب والتلاعب بالكلمات!
ليس القرضاوي وحده من حظي بدعم قطر، فآلاف غيره من المتشددين والمتطرفين وجماعات القتل ونشر الفوضى، في أماكن مختلفة من العالم العربي، دعمتهم قطر، وموّلت أنشطتهم، وبفضل المال القطري نفذوا عمليات إرهابية راح ضحيتها أبرياء كثر، الغريب أنه، وبعد تكشف كل هذه الحقائق وبالأدلة، مازالت قطر مستمرة في إنكارها وكذبها، ومازالت مستمرة في طريقها المظلم، بل مازالت تدعي المظلومية، وتتشدق بسيادتها وسياساتها المنفصلة، في حين أنها تهدد أمن واستقرار جيرانها وإخوانها وأهلها، في الدول الخليجية المجاورة!
لماذا تفعل قطر ذلك؟! وماذا تستفيد من تحطيم جميع معاني الأخوة والمحبة والتلاحم الخليجي؟! ولماذا تصرُّ على العمل بأسلوب الأفاعي، لإسقاط الحكومات الخليجية الشقيقة؟! وهل تعتقد أن سقوط أي دولة خليجية لن يؤثر فيها؟ وهل ستحميها تركيا أو إيران من كل الأخطار الناجمة، في حالة إيذائها للدول الخليجية المجاورة لها؟ تفكير غريب، ونهج غير مسبوق خليجياً، وأزمة كشفت أسوأ ما في الحكومة القطرية، وعليها وحدها أن تتحمّل نتائج ما يحدث!
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .