مزاح.. ورماح
«تي رش رش..!!»
مصطلح عرب ثمانية وأربعين لمن لا يعرفه من الجيل الصاعد يعني العرب الذين يعيشون داخل الخط الأخضر، لا تعرفون الخط الأخضر؟ هو خط الخسائر إلى حد حرب عام ثمانية وأربعين.. لا تعرفون ما الذي جرى في ثمانية وأربعين؟ ليس مهماً، لم يعد الموضوع يشكل فرقاً حقيقياً! عرب ثمانية وأربعين، أو عرب إسرائيل، هم عرب مثلنا، مرابطون ليسوا مثلنا، غالباً ما يتحدثون العبرية بطلاقة بسبب الاختلاط المباشر؛ لدي العديد من الأصدقاء منهم.
القصة أن أحد أصدقائي هؤلاء مدمن نقاشات عبر الإنترنت، وأخبرني بقصة غريبة عن أنه كان في أحد المنتديات العربية حيث يدور نقاش كبير حول قضية من قضايانا الخلافية السخيفة التي لا تنتهي، بين العرب والعرب، وفوجئ بأحد المناقشين وهو يستخدم مصطلحاً وتشبيهاً لا يستخدمه إلا بعض الإسرائيليين من أبناء منطقة معينة (إذا صحت تسميتهم بأبنائها)!
وبعد أخذ ورد (على الخاص) بين صاحبي وبين ذلك المتناقش، وتبادل عدد من الشتائم، وفحص الآي بي وغيره من سوالف المهندسين التقنيين؛ اكتشف صاحبي أن الرجل كان فعلاً (يحوط) في المنتديات العربية، وليس له من هواية سوى زيادة إيقاع الخلاف بين المتناقشين، ومن باب (الإنسانية) وحسن الظن بأبناء عم.. اعتبرت أن الحدث كان فردياً كالعادة، ولا داعي لنظرية المؤامرة السخيفة إياها.
مرت سنة! والعين يعشقها السهر، ونسيت الحكاية إلى أن سمعنا خبراً غاية في الغرابة عن قبض الجيش الليبي (ربعنا) على ضابط إسرائيلي نجح في التسلل إلى ليبيا، بل ونجح في أن يصبح أحد قيادات «داعش» ويصنع ما يصنع.
أي جرأة وأي مخاطرة! أن تذهب لمنطقة مشتعلة، وتخترق جماعة مشتعلة، وتصبح قيادياً فيها لتحقيق أهداف يعلم الله وحده ما هي!
النقطة هنا، هي أن من نجح في اختراق أكثر التنظيمات وحشية في إحدى أخطر المناطق وأكثرها اشتعالاً لتنفيذ أجندة تقسيم المقسم وتفتيت المفتت هل سيتكاسل أو يمتنع عن القيام بعمليات شبيهة في العالم الأثيري وهو يستمع إلى (تي رش رش)!
فكم من حساب (مرشرش) بيننا!؟
Twitter:@shwaikh_UAE
#عبدالله_الشويخ
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .