السعودية لا تأبه بالساقطين
لا أعتقد أنّ هناك أيّ شيء جديد يتعلق بهجوم قناة الجزيرة والأذرع الملوثة التابعة لها على المملكة العربية السعودية، ولا تتوقع أن يقوم موظفوها بالإشادة بدور المملكة في تسخير الطاقات المادية والبشرية لإنجاح موسم الحج، إنما هو الحقد والفجور في الخصومة، الذي يجعل كل ساقط ولاقط يوجه سهامه للانتقاص من دورها الريادي في العالم الإسلامي وفي خدمة حجّاج بيت الله.
•كشفت الأزمة الخليجية الوجوه على حقيقتها، عرفنا من معنا ومن ضدّنا. |
هل نثق بوسائل إعلامية أثبتت الأزمة أنها ومن يعملون فيها بعيدون عن الأمانة والشرف المهني والإعلامي، وهل نكذّب كل ما نراه على شاشات التلفزيون وغيرها، ونصدّق «الجزيرة» وغيرها، شرطي يرش الماء البارد على الحجاج، وآخر يحمل على ظهره حاجاً بلغ من العمر عتياً، وآلاف مؤلفة من المتطوعين كل واحد منهم يستمتع بما يقوم به لوجه الله تعالى.
هل يتجاهل المرء ما يلمسه على أرض الواقع لينتقص من المملكة العربية السعودية، اهتمام يبدأ منذ الوصول إلى المطار، مشروعات ضخمة وتوسعات للتيسير على الحجاج، وطرق تُشق في وسط الجبال لتجعل التنقل أسهل وأسرع خدمة لضيوف الرحمن.
لقد كشفت الأزمة الخليجية الوجوه على حقيقتها، عرفنا من معنا ومن ضدّنا، عرفنا الإعلامي الذي يبحث عن مصلحته وينأى بنفسه كأنه يعيش في عالم آخر كي لا يخسر طرفاً دون آخر، وعرفنا الإعلامي الشريف الذي يكتب ما يُمليه عليه ضميره، لا يفتري ولا يكذب، يناقش بموضوعية، يختلف بأدب، ويتعامل بأخلاق الفرسان، وتعرفنا إلى الإعلامي المرتزق الذي لا تتوقع أن يحوي قاموسه أي كلمة للاحترام وثقافة الاختلاف، إنها ثقافة الخسة التي تجعله عبداً للمال يحركه كيفما شاء، يوم هنا ويوم هناك، ما قاله بالأمس سيختلف عن اليوم وغداً وبعد الغد، إنه يكذب ويعلم أنه يكذب ويعلم أننا نعلم أنه يكذب!
يقول جبران خليل جبران: «للبحر مدّ وجزر، وللقمر نقص وكمال، وللزمن صيف وشتاء، أما الحق فلا يحول ولا يزول ولا يتغير»، فليواصلوا حملة التشويه فإنهم لا يدركون ولن يدركوا أن الحق واضح، وكما قال الإمام الشافعي: «ما ضرّ نهر الفرات يوماً أن خاض بعض الكلابِ فيه».
Emarat55@hotmail.com
Twitter: @almzoohi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .