«American Assassin»
كانت فتاة حلوة بريئة، جميلة شجاعة جريئة، تخاطب النجوم في السماء، تدعو من الله مع المساء..
المهم أن الفتاة الجميلة لم تحصل على الوقت الكافي حتى لإنهاء أغنيتها؛ فقد قُتلت في الدقيقة الأولى من هذا الفيلم الأميركي الجميل، الذي يعرض حالياً في دور العرض المحلية، فيلم هوليوودي بامتياز؛ يجعلك تتعاطف بكل جوارحك مع أبطالنا رجال الـ«CIA» عقال الرأس، الذين لا نعرف ما الذي كان يمكن أن يحل بالعالم لولاهم، رويداً رويداً.. تنسى هويتك المناطقية وتمتزج بهويتك الإنسانية الكبرى، فتكره المسلمين البلهاء على ما يقومون به من إرهاب، منطلقين من دولهم المتخلفة، وتتعاطف مع العالم المتحد، وتحترم «الموساد» الذي يتعاون لكي لا يقوم الإرهابيون بمسّ عاصمته (القدس) بأي أسلحة دمار شامل.
حين تكون على كرسي المشاهدة، فإنك بطريقة ما تصبح واحداً منا، نحن الأميركان الدعاة إلى الخير رغم وجود بعض الآثار الجانبية لأعمالنا، لا تسألني كيف يحدث ذلك، إنه سحر هوليوود يا صديقي!
لن تتضايق لأن الإرهابيين سخفاء ويشبهونك، لن تشعر بأي حكة أسفل رقبتك، صدقني ستكون متصالحاً مع نفسك تماماً.. أنا في جانب الخير، حين تجلس على كرسي هوليوود السحري فكل ما ترغب فيه هو أن تقضي على الأشرار، وأن تهتف بقوة: «تباً لهم».. وأن ترى النهاية السعيدة والعلم الأميركي يرفرف كأمّ حنون على هذا الكوكب، حاملاً لنا جميعاً الأمان والسعادة!
سحر هوليوود حقيقي، إن لم تصدقني فجرّبه! وما يخلقه سحرها من تعاطف معها ورغبة في أن تصبح جزءاً من حياتها، هو المكسب الحقيقي، وفي ظل إمكانات استثنائية يمتلكها مجتمع الإنتاج اليوم في الإمارات، يمكن للمفكرين خارج الصندوق أن يتساءلوا: متى تتحول أفلامنا، التي بدأت تنضج ويصرف عليها مبالغ كبيرة تستحق التأمل، إلى تمرير رسائلنا الجادة إلى العالم، بعيداً عن الطفلة التي أضاعت حذاءها، أو قصص الحب المهترئة المملة؟ متى يمكن أن يخرج أحدهم من أفلامنا وهو يرغب في قتل أعدائنا بأبشع طريقة وهو يهتف «مرحى» هذه المرة؟
Twitter:@shwaikh_UAE
#عبدالله_الشويخ
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .