محدّثكم..
يقول أحد الأخصائيين النفسيين إنه ليس هناك عارض محدد وواضح يمكن الاعتماد عليه عند تحديد المضطرب أو المريض نفسياً من غيره، لكن يقول الطبيب إن هناك علامات إذا تم ملاحظتها فإن الشخص غالباً ما يكون مريضاً نفسياً..
من هذه العلامات:
ما إن أسمع صوت الراتب قد خرّ في جهاز الصرّاف الآلي حتى أعود إلى طبيعتي، أصبح ودوداً واجتماعياً وأشعر بالعدالة وأخلد في المنزل، ولا أطيق الشمس.. وأعقد هدنة مع الزوجة مدّتها 24 يوماً فقط. |
شعور الشخص بأفكار غريبة، غالباً تكون توهّمات غير صحيحة مثل الشعور بالظلم والاضطهاد من المقربين منه؛ الأسرة أو الزوجة أو الزوج، ويخشى الاعتداء عليه في أي لحظة؛ لذا تجده دائماً متأهباً يجول بنظره نحو الطرف الآخر، ويشعر بأنه مراقب طوال الوقت، وأن من حوله لا يثقون به، يميل إلى الانعزال عن الناس والجلوس منفرداً، قليل الكلام، لديه استفسارات وأسئلة غريبة يريد لكل جواب دليلاً.. كما أنه يتضايق من التكليف بأي شيء أو إذا طلب منه أي شيء.. ومن العلامات على المرض النفسي - حسب الأخصائيين أيضاً - الغياب عن المنزل بلا سبب، والبقاء تحت الشمس فترات طويلة، التهديد بإيذاء فلان، الكلام مع النفس، قضم الأظافر، إطلاق الشعر واللحية، وعدم الاهتمام بالملابس.. هذه أهم العلامات التي تظهر على المريض النفسي كما يقول أحد الأطباء المعروفين.
محدّثكم، أعاني من الأعراض نفسها آخر الشهر، أشعر بالاضطهاد عندما تكون الطلبات أكثر من الموجودات، وأشعر بأني مراقب طوال الوقت، لذا أجلس منعزلاً عن الناس وأفضل الجلوس وحيداً، وأغيب عن المنزل ساعات طويلة، وأتمشّى تحت الشمس الحارقة دون أن أشعر بالإعياء أو الحر؛ أكلم نفسي وأضحك وأضرب الكف بالكفّ، أقضم أظافري طوال الوقت، خصوصاً من تاريخ 24 الشهر إلى 29 الشهر، أطلق اللحية ولا أمشّط شعري أبداً.. وأثور عندما يطلب مني شيئاً أو أوكّل بشيء.. وما إن أسمع صوت الراتب قد خرّ في جهاز الصرّاف الآلي حتى أعود إلى طبيعتي، أصبح ودوداً واجتماعياً وأشعر بالعدالة وأخلد في المنزل ولا أطيق الشمس، وأشتري شفرات حلاقة خماسية، وأعقد هدنة مع الزوجة مدّتها 24 يوماً فقط.
بالله يا دكتور، حسب العلامات التي ذكرتها؛ كيف للمجتمع أن يفرق بين المضطرب نفسياً والموظف الذي ينتظر الراتب آخر الشهر؟
محدّثكم يعيش الجو آخر أسبوع من كل شهر وعلى مدار السنة!
ahmedalzoubi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .