ليست كل أنثى امرأة
لا أعرف إلى أين يريد أن يصل البعض بترهاته وشطحاته وغبائه، بل باستعداده أحياناً لأن يجعل من نفسه أضحوكة للعاقل والجاهل، على حد سواء.
قضية المساواة وحقوق المرأة بدأت تأخذ منحنى مختلفاً لا يقبله أي عاقل، ولا أعرف ما دخل موضوع المساواة بين الجنسين في الصلاة وأداء العبادات المختلفة، إذ لاحظت في الآونة الأخيرة أفكاراً عجيبة، تظهر من إعلاميين وإعلاميات، يفترض بهم أن يتصفوا بالحكمة والعقلانية في ما يطرحونه من أفكار وآراء، لا يمكن المساس بها.
هناك موضوعات الالتفات إليها أهم بكثير من قضية إمامة المرأة في الصلاة، والتقدم على المصلين. |
إعلامية شهيرة كتبت تغريدة في «تويتر»، تدعو المرأة للتقدم على الرجال في صفوف المصلين، بدعوى حقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وعندما سُئلت عن مصدر هذه الفتوى، أجابت بكل بلادة: «هذه الفتوى من عندي، ولا أستبعد أن تخرج هذه الفتوى من العلماء مستقبلاً، لتستفيد منها المسلمات في شتى بقاع العالم، ويتقدمن الصفوف الأمامية في المساجد».
كان هذا مثالاً بسيطاً على أفكار غريبة، تخرج هنا وهناك بطريقة تشعر أحياناً بأنّ مصدرها لا يفهم شيئاً، لا في دينه ولا دنياه ولا عاقبة أمره، وأنها في أحيان أخرى خبيثة كل الخبث، فيها دعوات مشبوهة مغلفة بحرية وحقوق المرأة.
المرأة بشكل عام بدأت تأخذ حقوقها وتتبوأ أعلى المناصب، ليس فقط على مستوى دولة الإمارات، بل في دول عدة إقليمية أخذت تشق طريقها للنجاح على كل الصعد، بداية من دولة الكويت وانتهاءً بسلطنة عمان، فهناك الوزيرة وعضو المجلس الوطني، والمديرة التنفيذية، سيدة تقود الطائرات وأخرى تقود القطارات، هناك الطبيبة والمهندسة والأستاذة الجامعية، وغيرها الكثير من المهن التي تفوقت فيها المرأة على نفسها، وعلى الرجل في بعض الأحيان.
الأجدى بالبعض أن يركز على أمور أكثر أهمية في موضوع حقوق المرأة، هناك قوانين في الأحوال الشخصية قد تكون بحاجة للتعديل والتنقيح، وموضوعات أخرى لمعالجة المشكلات، التي قد تعاني فيها المرأة تعنيف الأهل والأزواج، وهناك موضوعات الالتفات إليها أهم بكثير من قضية إمامة المرأة في الصلاة، والتقدم على المصلين.
يقول المثل الفرنسي: «المرأة هي نصف المجتمع، وهي التي تلد وتربي النصف الآخر». لكن أثبت الواقع أنه ليست كل أنثى امرأة.
Emarat55@hotmail.com
Twitter: @almzoohi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .