مزاح.. ورماح
فلاتر إبليس..!
نؤمن بأن عمر إبليس يتجاوز عمر البشرية، الذي يقدره علماء الإنثربولوجيا المعقدون بنحو 200 ألف سنة، بينما يرى الباحثون في مجالات اجتماعية أخرى، عبر شواهد مختلفة، أن عمر البشرية لا يتجاوز الـ7000 سنة، وسواء كان الصحيح هذا أو ذاك مع الفرق الكبير بينهما، فإن الأمر في الحالتين يعني أن لدى هذا الجني المارق خبرة عملية لم يحصل عليها أيٌّ من الكائنات العاقلة غيره.. ولن يحصل عليها ربما غيره!
ومن التقنيات المتطورة التي تحسب له، هي تطوير الفلاتر التي ترينا الأمور على غير حقيقتها.. حدثني دون أن أحرجك أو تحرجني عن الفلتر السحري للوجوه.. لماذا تتصور أي وجه تراه من البعيد على أنه وجه جميل.. الغواية التي كنت تنتظرها.. التفاحة المحرمة.. حتى إذا اقترب الوعد.. وبدأت الملامح تتضح.. تكتشف أن الأمر لا يعدو فلتراً إبليسياً سخيفاً.. وأن الأمر والوجه في حقيقته لا يختلف عن وجهك!
هناك فلتر سحري لإكمال الصورة أيضاً.. حيث يعتمد هذا الفلتر على وجود شعر جميل.. ليكمل لك صورة ذهنية عن صاحب الشعر.. وهو فلتر يركبه إبليس على غصن البان من الخلف كم مرة مشيت وراءهم لعدد من الساعات بإغواء ذلك الشعر الحريري.. وحينما تحين التفاتة أخيرة منهن تكتشف أنك أضعت تلك الساعات في الركض خلف بضاعة آسيوية رديئة الصنع!
أما الفلاتر الصوتية.. فلا داعي لفتح جروحها.. كلما سمعت (ألو) في أي اتصال يبدأ عمل الفلتر ليرسم لك وجوهاً من عالم «فكتوريا سيكريت».. تضطر معها أنت لوضع فلتر على صوتك.. هلا سمعت صوتك حينما ترد على تلك الـ(ألو) وتقارنه بصوتك حينما أتصل بك..! تكتشف بعد أشهر عدة من الفلترة.. والقرقرة... بعد منتصف الليل أنك كنت في عالم «بقز بني»، وأن كل ما في الأمر أن فلتراً إبليسياً جديداً تم تحميله على حصيرة قلبك!
هناك فلتر الذاكرة الذي يصور لك ذكرى ذلك الحفل الماجن على أنه أسعد أيام حياتك السابقة.. وينسيك أنك كنت مصاباً بالبواسير في ذلك اليوم ولم تكن تقوى على الوقوف.. بينما يصور لك رحلاتك البيضاء.. كوقت ممل.. لا تتمنى تكراره!
فلتر الأصدقاء.. فلتر النشاط.. فلتر الفحولة.. فلتر المنحنيات السحرية.. فلتر الفلاتر.. هناك إبداعات كثيرة من هذا الجني تحسب له في سجل خبراته.. وسجل غبائنا في عدم التفريق بين الصورة الحقيقية وفلترها.. إلى يوم ينظرون!
Twitter:@shwaikh_UAE
#عبدالله_الشويخ
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .