سنوات العسل
انتهت سنوات العسل بين الروماني كوزمين ونادي شباب الأهلي بعد فترة عمل مميزة أثمرت عن بطولات وإنجازات للفرسان قبل دمج ناديي الشباب ودبي معه.
ولعلها كانت حقبة مميزة صنعت فريقاً قوياً عايش استقراراً إدارياً وفنياً، جعل منه الرقم الأول في المنافسة في البطولات، بفضل التجاذب والتجانس الكبير للمنظومة التي ظهرت بهوية وشخصية مختلفة عن بقية الأندية، حيث كانت نقطة التحول في مسيرة النادي الذي ارتدى ثوب الاحتراف والعمل المؤسسي الممنهج الذي أظهره بصورة مغايرة عن تلك المتراكمة في الأذهان.
أتمنى أن أرى كوزمين في ملاعبنا من جديد، لأنه من المدربين القلائل الذي تركوا بصمة واضحة. |
المدرب الروماني تميز بالدهاء وقوة الشخصية التي انعكست على فرقته، وكانت سبباً في ذلك التحول الذي قلب وضع الفريق وأخرجه بصورة ثابتة لم تهتز أو تتغير، رغم الظروف والمتغيرات، بل تواصلت من موسم إلى آخر، فلم يتذبذب المستوى أو الأداء ولم تتراجع النتائج، إذ واصل مسيرته وحافظ على أهليته و كبرياءه بالمنافسة في كل المواسم، بخلاف ما كان بالماضي.
ولأن دوام الحال من المحال، فقد رحل كوزمين وعاد المهندس من جديد، إذ كانت له تجربة سابقة مع فريقه لكن لم يُكتب لها النجاح، إلا أن التركة ثقيلة الآن وتتطلب مشواراً من العمل والجهد من أجل المحافظة على شخصية البطل لتعزيز البقاء ضمن دائرة الكبار، ومنع التراجع والتقهقر للوراء.
وشخصياً أتمنى أن أرى كوزمين في ملاعبنا من جديد، لأنه من المدربين القلائل الذي تركوا بصمة واضحة وصنعوا فارقاً مع فرقهم مقارنة بغيرهم.
أحياناً قد يقع بعض اللاعبين في الفخ وتكون سقطاته باهظة بسبب كلمةٍ أو جملةٍ عابرة نتيجة انفعال أو ردة فعل غير مناسبة أثناء وبعد المباريات، لكن في أحيان أخرى قد يصدر عن اللاعب ما هو عفوي لا إرادي دون تكلف وببساطة لا تبطن شكاً أو طعناً في طياتها، إلا أنها قد تُفهم استناداً إلى المتلقي الذي قد يستقبلها بحسن أو سوء نية إن أراد، لتحدث بعدها الإشكالية بين المرسل والمستلم، متبادلين اللوم والاتهام الذي ربما قد يتطور ويصل إلى المحاكم، لكن أتساءل: أليس من حق اللاعب والمدرب والإداري مخالفة الرأي الآخر إن كان يرى فيه الصواب؟ أليس مبدأ الحوار قائماً على الاستماع إلى وجهات نظر كل طرف كانت نقداً، مدحاً أو ذماً؟ وهل من الإنصاف أن يقول أحدهم ما يشاء ويُحرم منه ويجرّم عليه الآخر؟ في اعتقادي أن الوسط ليس بحاجة إلى مناكفات وصراعات ناعمة بسبب أن هذا قال وذاك لم يقل، فالارتقاء في الطرح والحوار ضرورة، بل مسؤولية تفرض على أصحابها الأهلية والمصداقية كي تصل الرسالة بأمانة ونزاهة!
Twitter: @Yousif_alahmed
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .