5 دقائق
فلسطين والخزعبلات الإعلامية
كانت فلسطين حاضرة في حياتنا منذ كنا أطفالاً بالكاد نستوعب ما يدور حولنا، نسمع عن العدو الصهيوني المحتل وما يفعله في الأخوة الفلسطينيين، نشارك في أنشطة المدارس التي كانت تركز على القضية الفلسطينية، نقف حداداً في المناسبات الحزينة أثناء الطابور الصباحي، نشارك في أي حملة تبرعات من المصروف اليومي الذي لم يكن يومها يتعدى الدرهمين.
موقف المملكة العربية السعودية والإمارات واضح وضوح الشمس تجاه القضية الفلسطينية. |
أتذكر بداية الانتفاضة الفلسطينية، كنت حينها طالباً في الثانوية العامة، تعاطفنا وتأثرنا بما يحدث لأطفال الحجارة كما كان يطلق عليهم الإعلام، كان هذا على المستوى المدرسي، أمّا على المستوى الحكومي فلم تقصّر الدولة في دعم القضية الفلسطينية، حملات مستمرة ومشروعات خيرية وعمرانية قامت بها الدولة في الأراضي الفلسطينية ولاتزال إلى يومنا هذا.
عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نقل السفارة الأميركية إلى القدس تحوّل القرار إلى هجوم على المملكة العربية السعودية كأن المملكة هي من قررت نقل السفارة الأميركية، وكأنها التي تواطأت وفسحت المجال للرئيس الأميركي، بل إن المؤلم عندما استغلت القنوات الفضائية التحريضية هذا القرار للنيل من السعودية والإمارات وغيرهما من الدول، لينشغل بعدها المرتزقة في توجيه الإساءات تلو الأخرى لم يسلم منها الأنظمة والقادة والشعوب، في حملة لئيمة تهدف إلى تشويه صورة السعودية والإمارات على وجه الخصوص.
موقف المملكة العربية السعودية والإمارات واضح وضوح الشمس تجاه القضية الفلسطينية، لم يتغير هذا الموقف رغم دعوات التطبيع وملفات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لم نعترف يوماً بالكيان الصهيوني، ولم نسعَ إلى تقارب تحت الطاولة لتحقيق مصالح ومآرب أخرى خبيثة، كما قام بها من باتت مؤامراتهم مكشوفة للعيان أكثر من أي وقت آخر.
الحملات المسعورة ما هي إلا حملة ممنهجة، ليس الهدف منها القدس ولا القضية الفلسطينية، بقدر ما هي خزعبلات إعلامية بقيادة قنوات معروفة و«مثقفين»، تؤكد الدور المشبوه المستمر لتأليب الرأي العام العربي والإسلامي على الشقيقة الكبرى.
شمس الحقيقة لا تُغطى بغربال، في كل يوم نكتشف من معنا ومن ضدنا، وقريباً جداً سيعرف الجميع الخائن والكاذب والمنافق والمرتزق، والأهم من كل هؤلاء من باع القضية!
Emarat55@hotmail.com
Twitter: @almzoohi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .