انفصال ارتباط
طيب هل من الضروري كتابة الحالة الاجتماعية على «بروفايل» الحساب الشخصي بمواقع التواصل الاجتماعي.. بصراحة لأنها صارت مرهقة جداً متابعة الخاطبين والمتزوجين والمنفصلين، حتى إنني في لحظة ما أحسست بأن «مارك» أصبح مأذوناً شرعياً لكثرة ما قرأنا عن حالات عقد قران وطلاق بائن بينونة كبرى.
«الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات»، فلان ارتبط بفلانة مع صور دبل الخطوبة.. تنهال التبريكات والمجاملات: ألف مبروك يا وحش، ألف مبروك يا كبير، ألف مبروك يا رفيق.. والفتيات يبادلن الخطيبة عبارات أكثر مبالغة في الترقق: «ما أزكاكم.. ربي يهنيكم.. حلوين عين الله تحرسكم.. يااي ننوسة ألبي صرتي عروسة».. مع أنهما في الواقع شبه شيخ الغفر وبسطويسي.. طبعاً هذه التهاني والتبريكات تستمر لأسابيع، وكلما عزم الشاب خطيبته على ليمون بنعنع يجب أن يصور الكوبين وهما في حالة التصاق، ويضعها على صفحته ليتلقى نفس سيل المجاملات: يااي ما أحلاكم.. ما أحلى الليمون ونعنع، وكلما اشترى لها «تشيز كيك» هلكنا بها، وهما «يتقاسمان الحبّة».. يا أخي فهمنا والله فهمنا أنكما تقترنان بالحلال وتعيشان أجمل قصة حب في التاريخ، طيب ما علاقة الأصدقاء حتى يطلعوا على تفاصيل التفاصيل.. المشكلة بعد شهرين من غياب الصور يكتب هو: «المهم كسبت نفسي وكرامتي فوق كل شيء».. وهي تكتب: «كلب صديق خير من صديق كلب» ثم يعودان إلى ضبط الحالة على وضعية single بعدما كانا engaged... إحدى صاحبات الحسابات أجرت عمليات انفصال أكثر من أي مكوك فضائي تطلقه «ناسا».. كل شهر engaged يتبعها single» engaged» يتبعها single.. حتى صارت واحدة من عاداتي اليومية أن أقرأ النشرة الجوية للطقس والنشرة الاجتماعية للآنسة السيدة المنفصلة بالارتباط..
أحد الأصدقاء نشر صورته وهو يحضن زوجته وكتب بعد شهرين وأربعة أيام سنحتفل بعيد زواجنا السادس عشر.. يا أخي كان صبرت الشهرين والأيام الأربعة حتى يكتمل العام السادس عشر وتصبح الصورة أكثر وجاهة..
قد يقول قائل: «ليش مقهور»؟ صفحاتهم وهم أحرار بها.. صحيح! هذا في حال كانت مجرّد صورة عائلية مرة في السنة أو بمناسبة مهمة لأحد أفراد العائلة.. أما ليست واجباً وطنياً مع كل طلعة شمس.. ثم لماذا اختاروني صديقاً لهم منذ البداية.. هل أنا مضطر كلما فتحت «التايم لاين» أن تظهر هذه الأخبار التي لا تسمن ولا تغني من جوع.. المسألة ليست مسألة حرية.. المسألة تشبه تماماً من ينقل غرفة نومه إلى الشارع ويطلب من الناس أن يغضوا البصر..
ahmedalzoubi@hotmail.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .