5 دقائق
84 دولاراً تكفي
أرقام صادمة تنشرها منظمة الأغذية العالمية، فهناك 795 مليون شخص في العالم يعانون من نقص التغذية، أي أن واحداً، من بين كل ستة أشخاص، لا يحصل على الغذاء الكافي ليمارس حياته بصورة صحية ومنتجة. ويشكّل الجوع وسوء التغذية الخطر الأول الذي يهدد صحة الإنسان في جميع أنحاء العالم، فالوفيات الناتجة عن الجوع ونقص التغذية تفوق الوفيات الناتجة عن أمراض الإيدز والملاريا والسل مجتمعة، وبالإضافة إلى الجوع، الذي يتمثل في معدة فارغة، هناك أيضاً جوع من نوع آخر، هو الجوع الخفي، الناتج عن نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية، ويؤدي ذلك إلى جعل الشخص عرضة للأمراض المعدية، ويتأثر نموه الجسدي والعقلي، كما يقلل من إنتاجية العمل ويزيد من خطر الوفاة المبكرة.
• واحد من بين كل ستة أشخاص لا يحصل على الغذاء الكافي ليمارس حياته بصورة صحية ومنتجة. |
هل يعقل أن يموت ما يقارب من سدس سكان العالم بسبب الجوع ونقص التغذية، ويعاني 100 مليون طفل في الدول النامية من نقص الوزن، وأن يذهب 66 مليون طفل، منهم 23 مليوناً في قارة إفريقيا، إلى المدرسة يومياً ومعدتهم خاوية. للأسف الشديد هذه هي الحقيقة، بل أقل من الحقيقة، يحتاج إطعام الـ66 مليون طالب إلى 3.2 مليارات دولار سنوياً، في حين أن قيمة الطعام المهدر تقدر بمليارات الدولارات سنوياً! كما يهدر الاتحاد الأوروبي 22 مليون طن من الطعام سنوياً، والمطلع على إحصاءات إهدار الطعام، الصادرة رسمياً عن الجهات الحكومية، سيصدم بالأرقام، وعلى مستوى العالم هناك حالة عجيبة من عدم التوازن، ففي المنطقة نفسها يموت أناس من الجوع ويموت أناس من التخمة.
لقد حاولت الأمم المتحدة التغلب على هذه المعضلة، فتصدّر هدف القضاء على الفقر والجوع الأهداف الثمانية الإنمائية التي من المفترض أنها تحققت عام 2015، تلتها الأهداف الإنمائية المستدامة الـ17 التي تعمل عليها دول العالم والمنظمات الدولية، يمكننا أن نسهم جميعاً في الحل بطرق عدة، أهمها عدم إهدار الطعام، والتبرع بالطعام الزائد للجهات الخيرية التي تنظم توزيعه على من يحتاج إليه، كما يمكننا الإسهام المباشر في إطعام الكثير بالتبرع مباشرة لبنوك الطعام المعتمدة والمرخصة، وهي منتشرة الآن في بعض الدول العربية، ويكفي أن نبحث في الإنترنت بكلمات «بنك الطعام» لتظهر مواقع البنوك، فهل تتخيل أنه يمكن إطعام شخص لمدة شهر كامل بمبلغ سبعة دولارات فقط، أي أن 84 دولاراً تكفي لإطعام شخص لمدة عام كامل وحفظ كرامته. ولنتذكر قول المولى عز وجل: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا» (الإنسان - 8).
@Alaa_Garad
Garad@alaagarad.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .