5 دقائق
أساطير ونجوم
قرأت هذا العنوان: «كويني: أسطورة برشلونة» عن وفاة لاعب كرة إسباني، وعندما تحدثت مع زميل في قسم الرياضة، قال لي إنه لا يعتبره أسطورة. وقبل أسبوع وصلني خبر على الـ«واتس أب» عن «وفاة أسطورة بوليوود سريديفي»، وهذه حالة أخرى، إذ ليست هناك معايير متعارف عليها، ولا يوجد مقياس علمي دقيق ومعتمد.
وصف أسطورة مستحق لأسماء معينة، وفيه الكثير من المبالغة بالنسبة لأسماء كثيرة، لكن نستطيع التمييز لو استطعنا التفريق بين النجم و الأسطورة.
الأسطورة بحسب المفهوم الشعبي وليس لغوياً: شخص عبقري يتمتع برؤية ثاقبة في مجال معين، ويمتلك مهارات أو مواهب استثنائية جداً، ويحافظ على نجاحه حتى لو كرر نفسه، وبإمكانه العمل بالمستوى نفسه لسنوات وعقود، وتحقيق نتائج جيدة جداً حتى لو تغير موقعه في ميدان عمله، بالإضافة إلى قدرته على التأثير وإحداث فارق في ما يعمل.
أمثلة: بيلي، مارادونا، فرانز بيكنباور، مارتينا هنغز، مايكل جاكسون، أم كلثوم، كلينت إيستوود، عادل إمام.. وغيرهم.
النجم: شخص في مجال ما يتمتع بشعبية ضخمة، بمجرد أن تعرفه وتميزه فلن تخطئه أبداً.
أمثلة: كاكا، رونالدينهو، توم كروز، ليوناردو ديكابريو، جينيفر لورانس، نوفاك ديوكوفيتش، ماريا شارابوفا.. وغيرهم.
كل أسطورة يعتبر نجماً لكن ليس كل نجم يعتبر أسطورة. الطريف أن ممثلاً ليس نجماً، مثل توم هاردي، لو مشى في دبي مول مثلاً لما ميزه أحد، يمتلك مواهب تمثيلية أفضل من توم كروز.
ديكابريو مثلاً، ما إنجازاته الاستثنائية؟ حتى أوسكاره حصل عليه بعد اجتياز اختبار قدرة في فيلم The Revenant، نعم كان اختبار قدرة وليس أداء استثنائياً.
بالمقابل، الراحل هيث ليجر قدم أداء استثنائياً في دور «الجوكر» في «باتمان فارس الظلام» منذ 10 أعوام، وأصبح مضرب مثل إلى اليوم.
كاكا مجرد نجم، لكن بيكنباور أسطورة قاد ألمانيا للفوز بكأس العالم مرتين، كلاعب عام 1974 وكمدرب عام 1990، وبينهما وصل إلى النهائي عام 1986، صحيح خسره لكنه يتمتع برؤية ثاقبة وهنا مربط الفرس.
• الأسطورة بحسب المفهوم الشعبي وليس لغوياً: شخص عبقري يتمتع برؤية ثاقبة في مجال معين. |
مايكل جاكسون موهبة غنائية وراقص أدى حركات لم يتمكن أحد من تقليده حتى اللحظة. محمد عبده فنان العرب أسطورة في عالم الغناء، هو الرقم واحد من السبعينات إلى اليوم، ولعب دوراً في تطوير الأغنية السعودية والخليجية، فضلاً عن تأثر ملحنين كبار به، مثل الموسيقار د.عبدالرب إدريس.
هناك أيضاً المقياس الداخلي، مثلاً سريديفي تعتبر أسطورة داخل الهند وبين جماهيرها، لكن حتماً ليست كذلك خارجها، حيث إن كل إنجازاتها تصبّ في خانة النجمة الموهوبة أو ناشطة اجتماعية، لكن لو أخذنا موهبة الرقص فقط التي تتمتع بها سريديفي، فهي حتماً أسطورة كراقصة فقط.
ختاماً: ألباتشينو وروبرت دينيرو أسطورتان، فقد أعادا تعريف أفلام العصابات بعد بزوغها لأول مرة في ثلاثينات القرن الماضي، ولا يمكن فصل وجهيهما عن موجة أفلام المافيا في السبعينات والثمانينات والتسعينات. الطريف أن دينيرو انقلب على مفاهيم وقيم أفلام المافيا عندما سخر منها بنجاح عام 1999 في فيلم Analyze This الكوميدي، وهي ذاتها الموجة التي اشتهر منها كممثل!
وهذا ما يرسخ صورته كأسطورة، وتلك من أطرف حقائق السينما.
Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .