خليجنا واحد رغم أنف المرتزقة
لا يوجد خليجي شريف يتمنّى أن تتعرض أي دولة خليجية لعدوان من أي كائن كان، سواء كان ذلك بصواريخ أو بأعمال إرهابية أو بأي طريقة كانت، وإن قلت «خليجي شريف» فبالتأكيد لأنه ظهر في الفترة الماضية العديد من غير الشرفاء، ممن فجروا في الخصومة، وباتوا في كل مناسبة يتمنون الضرر لغيرهم، بسبب الخلافات التي تسببت فيها قطر.
قبل يومين تعرضت المملكة العربية السعودية لصواريخ باليستية، تصدت لها الدفاعات الجوية السعودية فأسقطتها قبل أن تلحق الضرر بأراضي المملكة، ومع تعاطف المجتمع الخليجي والدولي مع المملكة العربية السعودية، واستنكارهم لما يحدث من قبل الميليشيات الحوثية الإيرانية، إلا أنّ هناك من شذّ كعادته عن قاعدة الأخوة، وفجر في الخصومة، وأخذ يهلل ويشكر ويمجّد ما قامت به الميليشيات، في تحدٍ صارخ لمعنى البيت الخليجي الواحد.
العديد من المرتزقة الإعلاميين المنحازين في الأزمة مع قطر يثبتون في كل مناسبة أنهم لا يمتّون لشرف الإعلام بأي صفة، يقولون ما لا يفعلون، يغردون لمن يدفع أكثر، يفجرون في الخصومة، ولا يتردّدون عن إطلاق الأكاذيب وتشويه الحقائق، رغم معرفتهم التامة أنهم يكذبون ويعلمون أنّ كل من يستمع لهم مقتنع تماماً بأنهم يكذبون.
عندما تقع الفأس في الرأس، ويصيب أهل قطر مصيبة (لا سمح الله)، فلا أعتقد أن دول مجلس التعاون ستقف مكتوفة الأيدي بسبب قطع العلاقات مع قطر، بل إني متأكد أن جميع الشعوب الخليجية بلا استثناء ستبادر إلى بذل الغالي والرخيص من أجل الشعب القطري عندما يكون في حاجة إلى المساعدة.
البعض لا يودّ أن يفهم أن المشكلة سياسية بحتة لا شأن لها بالشعب القطري، ولا يجب أن تمتد إلى أمور جانبية يحاول المرتزقة والمستفيدون جر الجميع إليها، فتتحوّل حينها من مشكلة سياسية إلى مشكلات أخرى تتسبب في تفاقم الخلافات بين الشعوب الخليجية.
لن ينسى التاريخ كل أولئك الذين حاولوا الاسترزاق من الأزمة، وكل من سعى لأن تزيد الأزمة اشتعالاً.
Emarat55@hotmail.com
Twitter: @almzoohi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .