عندما يتوجع المواطن
ليس بالمستغرب أبداً أن يتفاعل الشيوخ والمواطنون مع اتصال المواطن علي المزروعي في إذاعة الرابعة والناس، عشرات المكالمات تنهال بشكل يومي على إذاعات البث المباشر، إلا أن حوار المواطن مع المذيع أجبرنا على التعاطف معه والوقوف في صفه ونصرته على المذيع الذي خانته العبارات مع المتصل.
لم يكن المواطن أنانياً عندما تحدث بالنيابة عن الكثير من المتقاعدين وذوي الدخل المحدود. |
لم يكن المواطن أنانياً عندما تحدث بالنيابة عن الكثير من المتقاعدين وذوي الدخل المحدود، كلماته كانت بسيطة في حروفها، كبيرة في معانيها، لم تتغير مواقفه رغم انتقادات المذيع ومحاولة جره خارج الموضوع، ظل هادئاً في حديثه وشكواه، مؤمناً بقدرة الله على إنصافه، فقال تلك العبارة البسيطة، العظيمة في معناها «أفوض أمري إلى الله».
وعندما يأتي الرد في دولة الإمارات فإنه يأتي من أعلى الهرم، بدأ التصحيح بإيقاف المذيع واستقبال المواطن من قبل صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، حاكم إمارة عجمان، للاعتذار منه، فكانت رسالة للإعلام بأن المنابر الإعلامية ليست حكراً على أحد، وليس من مهامها التطبيل وتجميل الواقع، إنما هي وسيلة من وسائل إيصال هموم المواطن والمقيم لتوفير معيشة كريمة للجميع، ودرس عظيم بأن الحديث عن السلبيات والمشكلات الموجودة لا يعد خيانة للوطن.
إن أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتوفير احتياجات المواطن خلال 24 ساعة، وتوجيه وزيرة تنمية المجتمع لوضع تصور كامل لمساعدة ذوي الدخل المحدود، ثم حضور المواطن جلسة مجلس الوزراء؛ لأكبر دليل على أن الحكومة تسعى جاهدة لحل مشكلة المواطنين دون استثناء أو تمييز.
لقد جاءت عبارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «عندما يتوجع المواطن تتحرك الدولة.. هكذا أرادها زايد»، لتعيد للأذهان ذلك الموقف الذي لا يُنسى للمغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، عندما علم بوجود مواطنين يسكنون بالإيجار، فاستغرب ذلك وصدر الأمر آنذاك بتأسيس برنامج الشيخ زايد للإسكان في سنة 1999، للمساعدة على حل مشكلة إسكان المواطنين.
يقول الكاتب الراحل محمود السعدني: «القائد الحقيقي ليس بالضرورة الذي يقود في حياته، لكنه الذي يترك خلفه مصابيح تضيء الطريق من بعده». وهذا بكل اختصار ينطبق على قادتنا في دولة الإمارات.
لم يكن المواطن أنانياً عندما تحدث بالنيابة عن الكثير من المتقاعدين وذوي الدخل المحدود.
Emarat55@hotmail.com
Twitter: @almzoohi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .