عرس الاثنين
بين فينة وأخرى يتحفنا البعض بتصرفات ومشاهد تثير الرأي العام، فتتفاوت ردة الفعل بين مؤيد ومعارض ومحايد ومستفز، ما بين مفتٍ ومحلل وناقد ومنافق، الكل يدلي بدلوه في الموضوع، سواء كان يفهم أو لا يفهم، المهم أن يشارك من باب «حشر مع الناس عيد».
نحن في الواقع شعوب عاطفية، نتعامل مع محيطنا وفق هذه العاطفة التي قد تؤثر أحياناً في قراراتنا وأحكامنا. |
أثارت لقطات الزفاف التي تم نشرها قبل أيام ردود فعل كثيرة في الشارع الإماراتي، قد اتفق مع بعضها، واختلف كلياً مع البعض الآخر، ليستمر الجدال كثيراً حول الخصوصية والعيب والحرام، ولم يهدأ إلا بعد استدعاء شرطة الفجيرة للعروسين، لتوجيه النصح والإرشاد.
أحد أكثر الموضوعات التي ابتلينا فيها أخيراً يتمثل في اللهث وراء الشهرة، بأي طريقة كانت، فالشهرة تفتح أبواب الإعلانات والبرامج التلفزيونية وحضور المؤتمرات، باعتبارهم مؤثرين، ولو كان ذلك التأثير على عقول الجهلة فقط لا غير، فتحول الموضوع إلى هدف كثير من الساذجين، الذين وجدوا أنفسهم مشهورين بطريقة سلبية أثارت الاستياء العام.
إنّ أكثر ما يلفت انتباهي في مثل هذه الحالات، عندما يأتي النصح ممن له سوابق في إثارة المجتمع، ومن المتصنعين الذين يرغبون في انتهاز أي موقف ليكونوا محور الكون، وممن يعتقد أنّ الشتم والتطاول على الأعراض لا يعاقب عليه القانون، ومن الذين يحاولون تسويق ثقافات وتصرفات لا تتناسب مع المجتمع، فريق مع الأعراف والعادات والتقاليد، وفريق لا يكترث لها، فيستمر الصراع في «كلاسيكو» الفريقين المتناقضين، وفي كل الأحوال لا يخرج أي فريق بنتيجة كاسحة على الفريق الآخر، بل تتم التهدئة مؤقتاً، والاستعداد لجولة جديدة لن تتأخر كثيراً.
نحن في الواقع شعوب عاطفية، نتعامل مع محيطنا وفق هذه العاطفة، التي قد تؤثر أحياناً في قراراتنا وأحكامنا، وفي أحيان أخرى تكون ردة الفعل مبالغاً فيها، ولا تتناسب مع الموقف نهائياً، وعلى العكس من ذلك نتغاضى في مواقف أخرى عن أمور أكثر أهمية، لها تأثير في مفاصل مهمة في حياتنا.
لا نختلف على أن المجتمع تغيّر كثيراً، وأن ما كان عيباً في وقت ما صار عادياً في الوقت الحالي، إنما يجب أن يعي الجميع وجود الكثير من الخطوط الحمراء والحساسة، وما يراه البعض عادياً ليس بالنسبة لغيرهم عادياً على الإطلاق، فمفهومي للحرية الشخصية قد يختلف عن غيري، ولكن ذلك ليس مبرراً لاستفزاز كل من يختلف معنا.
Emarat55@hotmail.com
Twitter: @almzoohi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .