عرب المونديال

خروج منتخباتنا العربية من المونديال متوقع منذ انطلاقة كأس العالم، وهو خروج من الباب الضيق، بل فشل ذريع للمنتخبات التي عادت إلى مواقعها محملةً بالفشل والانهيار والحزن لجماهيرها التي ترى المستويات القوية من السنغال واليابان ونيجيريا وآيسلندا، وتتحسر على أداء اللاعبين العرب الذين أصابهم الغرور والكبرياء بسبب الإعلام الذي كبّر حجمهم، الأمر الذي خدع الشارع الرياضي وقدّم مؤشرات إلى أن المنتخب السعودي والمصري والمغربي والتونسي قادرة على الوصول إلى أبعد الأدوار، وللأسف المستوى الفني لم يظهره العرب إلا بعد التأكد من الخروج رسمياً من المونديال، بدليل أداء الأخضر السعودي، وكذلك الأداء الرائع للمنتخب المغربي عندما تحرر اللاعبون من الضغوط.

إقالة كوبر ليست الحل الوحيد، بل هناك تخبطات كبيرة في المجال الإداري، وهي مشكلة أزلية في الكرة المصرية.

المنتخب السعودي خرج محملاً بثلاث نقاط بعد الفوز الوحيد على المنتخب المصري، حيث قدم الأخضر أداءً رائعاً وتفوقاً فنياً على المنتخب المصري، لكن مشكلة الأخضر في البطولة أنه واجه روسيا في الافتتاح، ما شكّل ضغطاً على اللاعبين، وأدى إلى الخسارة بنتيجة عريضة في المباراة الأولى.

مشكلة الأخضر السعودي أيضاً تكمن في عدم استقرار المدرب على التشكيلة، وضعف لياقة اللاعبين، ومن الممكن أن المدرب الأرجنتيني بيتزي، يحتاج إلى مزيد من الوقت، وأعتقد أنه الأنسب لقيادة الأخضر في كأس آسيا، وهي بطولة مهمة.

- إنجاز مع زامبيا وآخر مع ساحل العاج، وكذلك إنجاز مع المغرب، حققها الداهية الفرنسي، هيرفي رينار، الذي أعاد الكرة المغربية إلى الواجهة، وهو مدرب يعرف كيف يصنع جيلاً قادراً على المناسبة، والكل شاهد المنتخب المغربي في كأس العالم، والمشكلة فقط وقوعه في مجموعه حديدية، هيرفي صنع جيلاً قادراً على المنافسة على الألقاب والبطولات، وهو قليل الكلام ويعمل بصمت، وأعتقد أن المنتخب المغربي احتاج إلى قليل من الحظ لكي يتأهل إلى الدور الثاني، ويعتبر رينار من المدربين المطلوبين لقيادة المنتخب الوطني، خصوصاً أنه يملك كاريزما خاصة، وقادر على إعداد جيل إماراتي يرسم الفرح والابتسامة على وجوه الجماهير الإماراتية المتعطشة للبطولات والألقاب.

- مشكلة المنتخب المصري في اتحاده الضعيف والجهاز الإداري، حيث يتحملان جزءاً كبيراً من الإخفاق، ونحمّل المدرب الأرجنتيني كوبر جزءاً كبيراً من اعتماده على لاعبين غير قادرين على إسعاد الشارع المصري، والكل شاهد أن المنتخب المصري لا يملك المهاجم الصريح، واعتماده الكلي على محمد صلاح الذي حمل عبئاً كبيراً على كاهله، ونلوم أيضاً الإعلام المصري الذي بالغ كثيراً بالمنتخب، وأنه قادر على الصعود لأدوار متقدمة، وهو بالأساس ضعيف فنياً وانكشف في مونديال روسيا.

إقالة كوبر ليست الحل الوحيد، بل هناك تخبطات كبيرة في المجال الإداري، وهي مشكلة أزلية في الكرة المصرية، أما محمد صلاح فهو نجم كبير، ولكن يحتاج إلى لاعبين قادرين على المساعدة والإضافة، والله من وراء القصد.

لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .