الشائعات أداة العاجز الضعيف!
للنجاح مؤشرات ودلائل، وتركيز إطلاق الشائعات بهدف تشويه صورة شيء جميل هو أكبر دليل على روعة وجمال هذا الشيء، ودليل ضعف من أطلق هذه الشائعة، فمن اختار طريق إطلاق الشائعات على الناجحين يؤكد تماماً عجزه وضعفه عن الوصول إلى مكانتهم، لذلك فهو يختار الطريق الأسهل، طريق محاولة إيقافهم، عبر ترويج هذه الأكاذيب، لكن هيهات أن يستطيع ذلك، فالنجاح لا يولِّد إلا نجاحاً، والشائعات مصيرها الحتمي التلاشي سريعاً.
دبي مدينة النجاح، لذلك فلا غرابة أبداً أن يوجه الحاقدون سهام الكذب والتزوير والتلفيق تجاهها، فهي تسير بقوة وثبات نحو الأمام، وهم يسيرون بذُل وهوان خلفها، ولا حيلة لهم سوى إطلاق أبواق الشائعات، ظناً منهم أنها ستعرقل مسيرة النجاح والارتقاء نحو القمة التي ترتقي لها دبي بسرعة شديدة.
ليست هي المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، الكثير والكثير من الشائعات والأخبار الملفقة والمكذوبة أُطلقت على هذه المدينة الفاتنة، لكن ذلك لم يزدها إلا جمالاً وقوة، حدث ذلك في الأزمة المالية العالمية التي حولها الإعلام الغربي بشكل غريب إلى مناسبة للنيل من دبي، ففاجأتهم بإطلاق حزمة مشروعات هي الأكبر من نوعها، ويحدث ذلك حالياً مع شائعات تطلق هنا وهناك من أماكن معروفة الأهداف والنوايا، ولكن الفرق بين الحالتين أن الأخبار المغلوطة التي صدرت ضد دبي في الأزمة السابقة كانت من صحف ومواقع أوروبية وغربية، تمتلك نوعاً من شرف المهنة، فاضطرت لاحقاً لتبيان الحقائق، وإنصاف دبي بتقارير إيجابية تُفيد ضمناً اعتذارها عن نشر تلك الأخبار، أما اليوم فدبي تواجه مجموعة لا تمتلك أي مهنية أو شرف مهني، فهي عبارة عن مواقع مأجورة، مدفوع لها بسخاء من دويلة حاقدة، لم تستطع ركوب سرج المنافسة بشرف، فاتجهت إلى أساليب أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها قذرة!
لست مع الإسراع في الرد على كل شائعة، ولكنني مع الاستمرار في عرض النجاح دائماً وأبداً، فالأرقام لا تكذب، وهي الوحيدة القادرة على إسكات كل كاذب، وهذه المسؤولية تقع على جميع الدوائر والمؤسسات الحكومية دون استثناء، فعلى سبيل المثال يقوم المكتب الإعلامي في حكومة دبي بجهود متميزة في مجال نقل النجاح أينما كان، في أي جزء من المدينة، ويلعب دوراً كبيراً جداً على وسائل التواصل الاجتماعي، والأهم من ذلك أنه يشكل المصدر الأول لتدفق المعلومات المهمة الخاصة بإمارة دبي، لكل من الإعلام المحلي والإقليمي والعالمي، وله أذرع ووسائل عدة تجعله سباقاً في إيصال تلك المعلومات، لكن المهمة يجب أن يتحملها الجميع.
تعامل المكتب الإعلامي في دبي بشكل جيد مع حادثة حريق فندق العنوان، وعمل على جمع المعلومات المتوافرة، وإطلاع الجمهور عليها بشكل لحظي، وتكرر التعامل الجيد مع أزمة حادث طائرة «فلاي دبي»، وغيرها من الأزمات، إذ إن وجوده في قلب الحدث أسهم بشكل كبير في نزع فتيل الشائعات قبل إطلاقها.
وأعتقد أن هذا ما نحتاجه اليوم بتعاون الجميع، فلابد من إعداد التقارير المدعمة بالأرقام، ونشر الحقائق بشفافية من قبل الدوائر المحلية، لإغلاق الباب أمام كل مغرض، والحيلولة دون ولادة الشائعة ونموها وتضخيمها من قبل أولئك المترصدين، هذه التقارير موجودة لدى الدوائر، وعليها أن تبادر لنشرها، لا أن تنتظر الشائعة لتفكر بعدها في كيفية مواجهتها!
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .