لديّ اقتراح
التعلم المؤسسي هو محور نجاح أي مؤسسة، وعامل رئيس في بقاء المؤسسات ونجاتها، فالمؤسسات التي لا تتعلم بالسرعة المطلوبة تموت تدريجياً وتختفي، ولو طالت المدة التي تسبق موتها. وقد أجمع علماء الإدارة على أهمية التعلم المؤسسي لنجاح المؤسسات، وتحقيق أهدافها الاستراتيجية، وهناك وسائل وطرق عديدة تتعلم من خلالها المؤسسات، سواء كانت شركات خاصة أو دولية، مؤسسات حكومية أو شبه حكومية، ومن أهم طرق التعلم، التعلم من خلال نظام الاقتراحات، فما هو نظام الاقتراحات، وما عوامل نجاحه وفوائده؟
الموظف هو الأكثر معرفة وإلماماً بمهام وتفاصيل عمله، وبالتالي هو الأقدر على تقديم الأفكار. |
يعتبر الموظف هو الأكثر معرفة وإلماماً بمهام وتفاصيل عمله، وبالتالي هو الأقدر على تقديم الأفكار التي تسهم في تحسين بيئة العمل وتطوير الأداء، خصوصاً أن الموظفين الجدد يرون الأمور من زاوية مختلفة. كان أول مقال نُشر في مجلة علمية عن نظام اقتراحات الموظفين في عام 1930، ويعتبر «صندوق الاقتراحات» هو الفكرة المبسطة لهذا المنهج، ولكن مع تطور التكنولوجيا أصبح بإمكان الموظفين استخدام تطبيقات الموبايل في إدخال اقتراحاتهم، وتسلّم الردود عليها من خلال التطبيق. يقوم نظام الاقتراحات على فتح الباب للموظفين لتقديم أفكارهم من أجل تحسين إجراءات العمل وتبسيطها، أو من أجل إسعاد المتعاملين وتحسين مستوى الخدمة، كما أن الكثير من الاقتراحات يرتكز على زيادة الأرباح أو تقليل التكاليف. وقد اطلعت على الكثير من أنظمة الاقتراحات، ففي عام 2008، أثناء تقييم إحدى شركات التصنيع، لاحظت قيام الفنيين في الشركة بتسجيل 13 براءة اختراع لمنتجات جديدة، أسهمت بشكل كبير في زيادة مبيعات الشركة. ومنذ سنوات عدة احتفلت شركة «تويوتا» بالاقتراح المليون الذي تم تنفيذه. والكثير من الشركات يستفيد استفادة قصوى من نظام الاقتراحات، حيث يمتد إلى المتعاملين والشركاء، وهناك العديد من قصص النجاح الموثقة، التي تثبت نجاح نظام الاقتراحات في زيادة الأرباح، وتحسين مستوى المنتجات والخدمات.
وحتى ينجح نظام الاقتراحات لابد من دعم الإدارة العليا، ولابد أن تكون البيئة مشجعة على التعلم، وتقبل فكرة التجربة والخطأ، وعدم اللوم، كذلك لابد من توافر الحوافز الفورية لمن يقدم اقتراحاً يتم تنفيذه، أو يسهم في تطوير اقتراح، وكذلك لابد من مكافأة منفذي الاقتراح، وكل من أسهم في بلورته وتطبيقه. من ناحية أخرى، لابد من حفظ حقوق الملكية الفكرية، ولا يتم سرقة الأفكار ونسبتها إلى آخرين، فهناك حالات تم فيها رفض بعض الاقتراحات، وبعد بضعة أشهر تم تنفيذها، ولكن بأسماء أشخاص آخرين. وهذا لا يقلل من أهمية الأفكار، فكما قال إيرل نايتينجل «كل شيء يبدأ بفكرة».
Alaa_Garad@
Garad@alaagarad.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .