مثلث التعلم المؤسسي الفعّال
مع تطوّر التقنيات الحديثة وظهور مفاهيم لم يكن الإنسان يتخيلها، تعاظمت الحاجة لمزيد من التعلم الفعال سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو حتى الحكومات، وهناك الآن حاجة ماسة لأن يُطوّر متخذو القرار وقادة الصناعة والخدمات ومديرو الشركات والمصانع فكرهم، وأن يلحقوا بأقصى سرعة بركب التعلم. ودائماً يبقى التعلم من الموضوعات الشائكة، فهو السهل الممتنع، حيث يؤمن الجميع بأهميته، لكن لا توجد طريقة مثلى للتعلم، بل لم يتم الاتفاق بعد على تعريف أنواعه، وبخاصة المتعلق بالمؤسسات والأفراد العاملين بها، وبعيداً عن التعليم الأكاديمي الذي قد يكون أحد طرق التعلم، لكن ليس بالضرورة أن يُنتِج تعلُماً فعّالاً.
تناولت في مقالات سابقة مفهوم التعلم المؤسسي، لذا سأتناول في هذا المقال شرحاً لهيكلة هذا التعلم وأنواعه، حيث يتفق معظم خبراء التعلم على تصنيف التعلم من حيث محور التعلم أو المستوى الذي يقع في إطاره التعلم إلى ثلاثة مستويات، يمكن أن نتخيلها في صورة مثلث متساوي الأضلاع، وتمثل الأضلاع: التعلم الفردي، وتعلم الفريق، والتعلم المؤسسي؛ فالتعلم الفردي هو كل المعارف والخبرات والمهارات التي يكتسبها الفرد في فترة عمله سواء اكتسب ذلك التعلم من خلال عمله أو خارج عمله، طالما سينعكس ذلك التعلم على مكان العمل، وسواء كان ذلك التعلم سلبياً أو إيجابياً، أما الضلع الثاني أو تعلم الفريق فهو ذلك النوع من التعلم الذي يتعلم فيه مجموعة من العاملين مع بعضهم بعضاً وفي الوقت نفسه، ويمكن أن يكون فريق عمل في مشروع معين أو أن يكون الفريق ممثلاً لإحدى الإدارات أو الأقسام داخل المؤسسة، وقد نلاحظ أن بعض الإدارات في مؤسسة ما تختلف عن الإدارات الأخرى من حيث الأداء وبيئة العمل مع أنها ضمن المؤسسة نفسها، لكن التعلم هنا يُحدِث الفارق، والحقيقة أن البداية دائماً لدى قائد الفريق أو مدير الإدارة أو رئيس القسم، فكل نجاح لابد أن يكون مدعوماً مباشرة من القيادة.
أما الضلع الثالث للتعلم فهو التعلم الذي يحدث على مستوى المؤسسة ككل، حيث يتم نشر المعارف واكتساب المهارات وتغيير الثقافة من خلال مبادرات استراتيجية تشمل كل الوحدات التنظيمية في المؤسسة، وتساعد هنا إدارة المعرفة على تفعيل ذلك التعلم وترجمته لمبادرات وأنشطة تأتي بنتائج إيجابية ملموسة.
إن التعلم ليس مجرد فكرة نقتنع ونؤمن بها، لكن يجب أن تقودنا تلك الفكرة للفعل وتطوير الذات وتطوير مؤسساتنا على اختلاف أنواعها، لذا نحتاج مزيداً من الفهم والتعلم حتى نتعلم بفاعلية.
التعلم ليس مجرد فكرة نقتنع ونؤمن بها، لكن يجب أن تقودنا للفعل.
@Alaa_Garad
Garad@alaagarad.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .