نقطة الصفر
تخبّط بعض الفرق وظهورها بحالة سيئة مع انطلاقة الدوري ينمّ عن سوء الإعداد والتحضير الذي سبق افتتاحية الموسم خلال فترة الصيف التي عادةً ما تستعد فيها الأندية للموسم الكروي، إذ تتكون من مرحلتين مهمتين تتمثلان في استكمال الأجهزة الفنية والتعاقد مع اللاعبين، ثم تلك التي تتضمن المعسكر والإعداد النفسي والبدني للاعبين، إذ تعد هذه المرحلة المحطة الأولى لجميع الأندية الباحثة عن بداية مثالية ومستقرة فنياً كي تتدرج نتائجها مع تعاقب الجولات وتصل لمستهدفها ومطلبها الرئيس من المشاركة والمنافسة في كل بطولة. لكن ما يحدث حالياً مع بعض الفرق يبرهن على أن هناك خللاً إدارياً وفنياً نتيجة تخطيط ضعيف وقراءة غير سليمة لفهم متطلبات واحتياجات فرقهم، فالبعض يرى من منظور عكسي ويعمل بميزان مخالف لأدواته وقدراته التي تُشكل عنصر القوة لديه، وهو ما يوقعهم في دوامة تردي النتائج وتدهور المستوى، مكررين السيناريو المتعارف عليه، الذي حتماً سيؤدي لفشلٍ ذريع وسيفرض تغييرٍاً قسرياً لتلك الأندية ويعيدها إلى نقطة الصفر مرة أخرى. وطالما أن أغلب الفرق تدرك واقعها الفني وتؤمن بالفوارق الموجودة بينها وبين أقرب منافسيها، فلماذا التغريد خارج السرب والقفز فوق معطيات الواقع الذي صنف كل فريق وحدد موقعه ومكانه في سلم البطولات؟ وإلى متى ستظل الغالبية تعمل دون منهجية وتسلك مساراً عشوائياً لا يخضع لمعايير وأسس فنية تُمنهج العملية الإدارية والفنية، وتحدد الأهداف والغايات من كل مشاركة؟ فالوضع محلك سر عند معظم الفرق مع استمرارية التجاوزات والسقطات التي حمّلت الأندية ما لا يطيقه مهموم في همّه!!
حادثة المنشطات في أم الألعاب تم التستر عليها فترة طويلة حتى ظهرت على السطح مجدداً إثر التصريح الشهير الذي رمى الاتهام في اتجاهات متعددة، لكنه صوّب تركيزه في اتجاه رئيس اللعبة الذي حُمّل الوزر الأكبر لهذه الجريرة. فما حدث متوقع ونتاج طبيعي لما هو قائم على نظام هش في هذه المؤسسة وممارسات إدارية رخوة تفتقر إلى الانضباط والحرفية في أحيان كثيرة. لكن المنطق يقول إن السكوت طوال هذه المدة يعني أن الجميع مساهم في هذه الفضيحة، وأن هناك اتفاقاً تاماً وترتيباً مسبقاً على أن تأخذ اللاعبة جرعة منشطة، والتي بسببها تورطت بعد أن وقعت في فخ اختبار الفحص وسقطت فيه، ليتم لاحقاً إيقافها سنتين من الاتحاد الدولي ومدى الحياة محلياً من اللجنة الأولمبية، لذا فالظهور بهذه الجرأة وأمام الملأ، لا يمكن تفسيره بصحوة ضمير أو تبرئة ذمة بقدر ما هو تصفية حساب ورد الصاع!
ما يحدث حالياً مع بعض الفرق يبرهن على أن هناك خللاً إدارياً وفنياً.
Twitter: @Yousif_alahmed
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .