مواطنة مساعدة

لم يكن هناك حديث طوال هذا الأسبوع إلا عن الفيديو التي نشرته سيدة إماراتية، تبحث فيه عن مساعدات مواطنات، مع وصف واجبات الوظيفة للعمل في أحد بيوت الـ(احم احم)، وما تلاه من استياء عنيف، شمل فئات المجتمع، صغيرها وكبيرها.

السيدة الإماراتية اعتذرت، وجاءت بأعذار لم تقنع الكثيرين، وبدلاً من أن تكحلها أعمتها، لتزيد النار حطباً، بعد أن فشلت في تبرير ما كانت تقصده، لينتشر المزيد من التسجيلات رداً عليها، والتي لا يمكن أن أتفق معها، لأنها جاءت خارج حدود الذوق والأدب.

صاحبة الفيديو بررت بوجود العديد من العاطلات عن العمل أو الباحثات عن وظيفة، وقد يقبلن براتب 3000 درهم، إلا أنّ الوظيفة المطروحة في حد ذاتها غير مقبولة لدى الكثيرين، لأن الطريقة التي تم الترويج بها أوحت بأنها لا تختلف عن وظيفة خادمة، باستثناء استخدامها كلمة «مساعدة».

الكثيرون اعتبروا أن هذه الوظيفة لا تتناسب مع ما وصلت إليه المرأة الإماراتية، وبالمثل ينطبق هذا على رفض المجتمع لكل التصرفات الشاذة التي لم يألفها، إذ إنّ هناك ثوابت لا يمكن المساس بها، مثل العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية، والدين والوطن، لذا فلا غرابة في أنّ معظم من حاول التعدي على هذه الثوابت، وتعمد الاستفزاز، واجه فشلاً ذريعاً، ورجع خالي الوفاض في كل مرة.

الأمر الغريب، ولا أقصد هنا «صاحبة الفيديو»، التي ربما قد خانها التعبير، أنّ هناك من يتعمد إثارة المجتمع لأسباب عديدة، من ضمنها البحث عن الشهرة بالطرق الرخيصة، مثل الرقص، والتصرفات الخارجة عن الذوق بأفعال فاضحة، وأحياناً بطرح أفكار غريبة، من باب الجهل والغباء المركب، أما الأخبث من ذلك فهو عندما يكون الهدف رفع القضايا، والتكسب المادي، عندما يبالغ البعض في ردة فعله تجاه ما حدث.

الظاهرة المحيرة لي، وللعلماء، أنّ البعض ينالون الشهرة بسهولة في مجتمعاتنا الخليجية والعربية، وبأتفه الأسباب والأفعال، ليصبحوا بين ليلة وضحاها حديث الناس في كل مكان، وعلى الرغم من ذلك، تثبت الأيام أن لمثل هؤلاء تاريخ صلاحية ينتهي سريعاً، فالأجدر غض الطرف عنهم وتجاهلهم، حتى لا يحصلوا على مبتغاهم، وهنا أتذكر قوله تعالى: «فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».

• هناك ثوابت لا يمكن المساس بها، مثل العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية، والدين والوطن، لذا فلا غرابة في أنّ معظم من حاول التعدي على هذه الثوابت، وتعمد الاستفزاز، واجه فشلاً ذريعاً.

Emarat55@hotmail.com

Twitter: @almzoohi

لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه. 

الأكثر مشاركة