وددتُ أن أقول
الجماهير.. صورة كل نجاح
سعدت الساحة الرياضية والشبابية بالتوجيه الكريم والقرار السامي لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإلغاء تشفير مباريات دوري الخليج العربي، ونقلها بالبث المباشر عبر القنوات المفتوحة للقنوات المالكة لحقوق البث التلفزيوني لدورينا، وحقيقة الأمر أن دورينا وكأنه استعاد أنفاسه، بعد هذا التوجيه والقرار الحكيم الذي يمكّن محبي ومتابعي الكرة الإماراتية من مشاهدة الدوري مهما اتسعت الرقعة الجغرافية في بُعدها المكاني وفارق الزمن، لكن «أثير الفضاء» يحمل الصورة بتفاصيلها إلى كل مكان في العالم.
- الجماهير تقع عليها مسؤولية «تجميل» صورة دوري الخليج العربي، من خلال ملء المدرّجات. |
قرأت ردود الفعل السعيدة بهذا القرار التاريخي لمشاهدي دوري الخليج العربي، ولمست في تغريداتهم وتفاعلهم عبر منصات «السوشيال ميديا» منسوب السعادة الغامرة بإلغاء التشفير. غير أن اللافت في الأمر أن السلبية الأكبر التي نعانيها في دوري المحترفين ذلك المنسوب الضعيف للإقبال الجماهيري على مدرجات ملاعب الدوري، وهي الحيرة التي تملكت كل القائمين على المسابقة، ومعهم إدارات الأندية التي ما فتئت في البحث عن حلول بالتحفيز والتشجيع من أجل جذب الجماهير إلى المدرجات، ولكن الأمر ظل في غالبيته حبيس النتائج تارة، والمباريات التي فيها «حفوز» الديربيات الخاصة تارة أخرى، وإن كان هذا أيضاً ليس بصورة دائمة، بل متقطعة، وفيها شيء من «مزاجية المشجع».
ما أريد أن أذهب إليه، أن الجماهير تقع عليها مسؤولية «تجميل» صورة دوري الخليج العربي، من خلال ملء المدرجات التي «استوطن» الفراغ غالبيتها وسكنتها الأتربة، إذ لم تجد من يجلس عليها، فالجمهور دوماً هو اللاعب الأساسي والرقم (1) في معادلة الإثارة والجمال لأية مباراة في كرة القدم.
إذا كانت الجماهير الضلع الأول، فإن الأندية أيضاً تمثل الضلع الثاني في هذا السياق، فلابد من أن تبحث عن أفكار جديدة «تصبغ» بها «شيب» الأفكار البالية، التي تنحصر في أن النادي يعيش تفاعلاً فقط خلال التسعين دقيقة، فلابد من إعادة الصياغة في هذا الأمر، بأن تجنح إلى خلق الفعاليات المصاحبة بحيث تكون المباراة بمثابة «نزهة» للمشجعين، ولا تقتصر «الرفاهية» على أكياس «الحب و«البيتزا الباردة»، أو المشروبات الغازية «الدافئة»، وتلك الطريقة العشوائية في البيع.
ثالث الأضلاع في مسؤولية تعزيز المكتسبات والحفاظ عليها بعودة دوري الخليج العربي إلى «البث المفتوح» غير المشفر، يكمن في مسؤوليات لجنة دوري المحترفين، التي في بادئ الأمر لابد من الإشادة بجهودها، وهو ما نكشفه من خلال الجوائز القارية التي منحت للجنة عطفاً على الارتقاء تنظيمياً بدورينا وفق المعايير الاحترافية، إلا أن خاصية تثبيت روزنامة الدوري على مدار المواسم المقبلة، ليتعامل معها المشاهد الخليجي والعربي، إلى جانب المشاهد الإماراتي، كمواعيد ثابتة لا تتغير يعرف فيها منذ مطلع الأسبوع الذي يسبق الجولة التالية متى مواعيد جولات الدوري، ويبرمج أوقاته عليها.
رابع الأضلاع، نحن نمتلك قاعدة جماهيرية متنوعة من جاليات عربية وأجنبية في كل إماراتنا السبع، فلماذا لا يتم استغلال وجودهم في المناسبات الرياضية للأندية ودورينا، دراسةً وتفعيلاً وتسويقاً، وبعدها سنجني الثمار بلاشك.
لاحظت من خلال متابعتي الدائمة لفعاليات المجالس الرياضية في أبوظبي ودبي طرق جذب مثالية للجماهير من خلال الفعاليات التي يتم تنظيمها، التي تستضيفها الدولة، خصوصاً الجاليات العربية والأجنبية التي تعيش على أرض الإمارات، وهو أمر يحسب للمجالس الرياضية في طريقة التسويق للحدث وجذب الجماهير من كل الشرائح والفئات، ما يضفي طابعاً رياضياً جماهيرياً بهياً في كل مناسبة.
* لحظة:
تمضي بنا الأيام اقتراباً من موعد انطلاق كأس آسيا، وكلما اقترب الموعد زاد تفاعل الوجدان مع منتخبنا.. سنبقى #كلنا وياك يالأبيض.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.