5 دقائق
«اشبع طماشه»
يؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على أن الأولوية دائماً للمواطن الإماراتي، هذا الأمر ليس بجديد على سموّه، فالقاصي والداني يعلم تماماً أن الأوامر والتوجيهات تركز على الإنسان قبل المكان، وأنّ كل ما نراه من رفعة وتطور وازدهار يأتي نتيجة لهذه الرؤية.
التوطين يعتبر ضمن الأولويات، وهو يمثل مشكلة حقيقية في عدد كبير من الجهات الحكومية وغير الحكومية، فهناك ضعف واضح في استيعاب خرّيجي الجامعات والكليات الباحثين عن عمل، لم تنفع معها معارض التوظيف الشكلية ولا غيرها، بل إن هناك من ينتظر لسنوات طويلة ولا يجد الوظيفة المناسبة التي تلبّي طموحه لأسباب عديدة، بعضها منطقي، والآخر غير منطقي أبداً، فتكون نتيجته زيادة أعداد البطالة، وزيادة الأعباء على المواطن للوفاء بالتزامات أفراد الأسرة.
من المنطقي أن تكتفي بعض الجهات، لعدم وجود شواغر للمواطنين من أصحاب تخصصات معينة، إنما من غير المنطقي أن نجد عشرات من غير المواطنين يشغلون وظائف يستطيع أن يشغلها المواطن بكفاءة عالية، فدائماً وأبداً ابن البلد هو الأحق والأولى من غيره بهذه الوظائف.
كذلك من غير المنطقي أن تزيد نسبة الموظفين غير المواطنين على حساب المواطن في تحدٍّ صارخ للتوجيهات الحكومية، حيث تخبرني مواطنة عن موظفة غير مواطنة استطاعت بفضل علاقاتها في إحدى الجهات تعيين ثلاث من زوجات أبنائها، إضافة إلى اثنين من أبنائها، وقبل فترة بسيطة تم توظيف اثنين من أبناء شقيقها في الجهة نفسها، وعندما وصلت إلى السن القانونية لإنهاء خدماتها، تم التعاقد معها بنظام التعهيد، كل هذا باختصار حدث في جهة واحدة، وبالتأكيد هناك أمور كثيرة من لا عين رأت ولا أذن سمعت تحدث هنا وهناك تتعلق بالتجاوزات المجنونة في موضوع التوطين.
هناك دعوات من قبل أعضاء المجلس الوطني لتدارك الإخفاقات في عملية التوطين، ولكن كالعادة لا فائدة، كما أن وزارة الموارد البشرية والتوطين لا تملك العصا السحرية لتغيير الوضع الموجود، فالقانون لا يعطيها الحق في محاسبة الجهات المختلفة، ولا التدخل في ما يحدث من تجاوزات حسب مزاج ورغبات المدير وأصدقاء المدير، وإلى ذلك اليوم الذي تُسنُّ فيه قوانين ملزمة لا يمكن التحايل ولا الالتفاف عليها لا نقول سوى: «طوّل عمر واشبع طماشه».
• هناك ضعف واضح في استيعاب خرّيجي الجامعات والكليات الباحثين عن عمل.
Emarat55@hotmail.com
Twitter: @almzoohi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.