5 دقائق
الهروب ليس حلاً
أثارت قضية الفتاة الهاربة رهف القنون، وما تلاها من أحداث غريبة، الرأي العام طوال الفترة الماضية، فما حدث لا يمكن أن يحدث بمحض الصدفة، وما كان تدخل الهيئات الإنسانية في قضيتها، ثم الاستقبال الرسمي من قبل وزيرة الخارجية الكندية إلا مؤشراً فاضحاً للاستغلال الرخيص من قِبَل المعادين للمملكة العربية السعودية.
الفتاة الهاربة ادعت أنها تعرضت للعنف وتقييد حريتها، بينما اكتشف المتابع للقضية وجود العديد من التسجيلات المرئية والصور القديمة، التي كشفت الزيف والتدليس اللذين ادعتهما في ما يتعلق بالقمع والكبت في محيط أسرتها.
الأيام التالية لوصولها إلى كندا كشفت أن القضية لا تتعلق بالحرية، بقدر ما هي انحلال وبعد عن القيم، وانسلاخ من كل المبادئ، صورة تمتدح فيها طعم لحم الخنزير، وثانية تتناول فيها المشروبات الروحية، وثالثة تجرب تدخين الحشيش، كل هذا حدث في غضون أيام قليلة، ثم تقرن تلك الأفعال بالحرية والاستقلالية والعيش بكرامة.
إن التحريض على الهروب والتمرد ينتشر بطريقة فظيعة، في وسائل التواصل الاجتماعي، حسابات تروج أنها باحثة عن الحرية، وأخرى تحارب المجتمع، باعتباره مجتمعاً ذكورياً بحتاً، وفي خضم ما تروج له تُفاجأ بمطالبات تتنافى مع الفطرة، مثل المطالبة بحقوق الشواذ، والتشجيع على المثلية الجنسية ومحاربة الأديان، وأخرى تسعى إلى تزيين المعاصي والعادات الدخيلة على المجتمع، وثالثة لا تتوانى في استخدام أبشع الألفاظ والعبارات، للمطالبة بالحقوق التي تدعي أنها مفقودة في مجتمعاتنا الخليجية.
نعيد ونكرر للمرة الألف، لا يوجد مجتمع مثالي، نقر بوجود تعنيف للذكور والإناث على حد سواء، وهناك أهل يربون بناتهم على معيشة الجاهلية، متجاهلين التغيير في نمط الحياة وتطورها، إذ صارت مختلفة عن الأجيال السابقة، وهناك من يحرم المرأة والفتيات أبسط الحقوق المتعارف عليها، ونصادف حالات تحتاج للمساعدة دون أي حل، فتتقطع بها السبل لتكون النتيجة محزنة ومؤلمة.. بكل ما تعنيه الكلمة من معنى!
أتفق مع بعض الآراء التي تطالب بأن تكون هناك وقفة جادة من قبل المؤسسات الاجتماعية المختلفة، لتعمل على تغيير القوانين بما يتناسب مع تطور وانفتاح المجتمع.. إنما مع تعاطفي الشديد لا يكون ذلك بإعلان التمرد والهروب، ومحاربة المجتمع، والتصفيق للنطيحة والمتردية.. الهروب ليس حلاً، بل هو في معظم الأحيان مخاطرة مكتوب لها الضياع والفشل!
التحريض على الهروب والتمرد ينتشر بطريقة فظيعة، في وسائل التواصل الاجتماعي.
Emarat55@hotmail.com
Twitter: @almzoohi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .