5 دقائق
أهلاً بالبابا
خطوة رائدة وسباقة تقوم بها دولة الإمارات، التي تستضيف فيها قداسة البابا فرنسيس، الذي يعتبر أعلى مرجعية مسيحية كاثوليكية في العالم، وتأتي هذه الزيارة التي توصف بـ«التاريخية»، لتعزيز مبادئ التسامح التي قام عليها الدين الإسلامي، وننتفض ضد العنف والتنافر والاقتتال باسم الدين.
- نعيش في عالم واحد، يضم المسلم والمسيحي واليهودي وغيرهم، تحت سلطة القانون. |
لقد تغير العالم، ولم يعد ذلك الذي كان معروفاً بالمجازر الوحشية، ينهش فيه القوي جسد الضعيف، نحتاج فيه إلى بعضنا الآخر، نعيش في عالم واحد، يضم المسلم والمسيحي واليهودي وغيرهم تحت سلطة القانون، لا تتم التفرقة بين إنسان وآخر حسب عرقه ولونه وديانته.
التعايش مع الأديان الأخرى لم يكن وليد اللحظة، بل كان منذ سنوات طويلة قبل تأسيس الاتحاد، حيث تنتشر الكنائس ودور العبادة لغير المسلمين في مختلف إمارات الدولة، وتمارس الأقليات شعائرها دون أي تضييق، هذا ليس ضعفاً ولا انهزاماً كما يحاول البعض ترويجه، إنها قمة التسامح والتعايش اللذين تعودنا عليهما هنا في دولة الإمارات، ولا يمكن أن تستوعبه العقول التي تعودت على الحقد والغل على كل ما هو مختلف.
خلال فترة السبعينات درست في مدرسة الراشد الصالح، كانت المديرة فيها ترتدي زيَّ الراهبات، وكان الصف الدراسي مختلطاً بين المسلمين والمسحيين، ولا تتم تفرقتنا إلا في درس الدين، حيث يدرس المسيحي الديانة المسيحية، والمسلم الدين الإسلامي.. كلٌّ على حدة، كنا نحتفل فيها بالمناسبات الدينية المختلفة، ولم نشعر بأي اختلاف بين الطلبة بناء على الدين، طوال فترة دراستي في هذه المدرسة.
هذه الزيارة تؤسس مفهوماً جديداً في التقارب بين الأديان السماوية، واحترام كل طائفة ودين يختلف عنا، يمد كلٌّ منا يده للآخر، فلا يستطيع كائن من كان أن يعيش معزولاً عن غيره في عالم باتت تتسارع فيه عجلة الحياة في شتى الميادين، نعيش في عام التسامح، ونسعى جاهدين لأن نتسامح مع كل من يختلف معنا، لنرسم حاضرنا ومستقبلنا بكل ود وحب، تحضرني هنا مقولة ديزموند توتو، الحاصل على جائزة «نوبل» للسلام: «من دون التسامح، لن يكون هناك مستقبل».
Emarat55@hotmail.com
Twitter: @almzoohi
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .