5 دقائق
#تاء_التّائهات
قبل أعوام، التقيت فتاةً إماراتية، صغيرة السنّ، كبيرة الطموح، تحملُ من الخصال والأخلاق ما يجعلها مفخرة لكل أسرة، ومجتمعٍ، ووطنٍ يبحث عن #خير_مثال في جيل الآن والمستقبل.
من يتصفّح حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يجد سوى محتوىً هادفٍ، وإنجازاتٍ لا تُحصى يُصاحبُها التواضع، وجرأة في الطرح يُرافقها الاتّزان والحشمة، وأدبٌ في الحوار يُلازمه الواقعية، وصدق في التعبير تعتليه ابتسامةٌ صادقة.
فاطمة الكعبي (FatimaAlKaabi_1@) لُقّبت بأصغر مخترعة إماراتية، وفازت بجوائز محلية وإقليمية وعالمية رغم حداثة سنّها. أسست #مختبر_فاطمة واشتهرت بين الكبار قبل الصغار، ليس لأنها سلكت طريق الشهرة، بل لأن لديها رغبةً مُلحّة في التعلّم وتقبّل التحديات، تعمل لهدفٍ أكبر من سنينها لنشر العلم والمعرفة، وتستحق بجدارة وسام #تاء_النّاجحات.
بين فاطمة وفاطمة، نجد #تاء_التائهات... تلك الفتاة التي أضاعت وجهتها، والتي تعتقد أن النجاح هو الشهرة، وأن الشُّهرة هي التمرّد... التمرّد على الخَلقِ وفي الخُلُق، والتّخلي عن الحشمة في المظهر والملبس، والتطاول في الأقوال والأفعال، والتجرّد الكامل من الحياء تحسّباً أنها تواكب التّمدُّن.
منهُن من تعتقد بأنها إن اكتسبت لقب «الفاشينيستا» من غير مؤهلات، أصبحت في عداد المؤثرين، ومنهن من تتنقّل بين المقاهي مُصنّفةً وناقدةً لها، وكأنها تحملُ شهادة الدكتوراه في علم الغذاء، وغيرهن من اللاتي ينقلن كل ما يصلهنّ من محتوى دون التأكد من صحة الخبر أو المرجع، وأخرى تجوب المراكز التجارية وتلتقط السيلفي عند كل مزهرية تصادفها.
والسؤال هنا: لماذا ننتقد هذه السلوكيات السلبية ونمتعضها ثم نساهم في منح أصحابها الشهرة بمتابعتهم وإعادة نشر السخافات؟ أليست فاطمة وأمثالها أجدر بالمتابعة والدعم؟
لقد كانت المرأة جوهرة التنمية في فكر زايد (رحمه الله)، فقد شاركنا أمنيته بمقولته الشهيرة: «أملي في اليوم الذي أرى فيه الطبيبة والمهندسة والدبلوماسية بين فتيات الإمارات، كما أنني أتطلع إلى اليوم الذي أرى فيه فتاتنا وهي تقوم بواجبها، وتلعب الدور الذي لعبته الفتيات العربيات في الدول الشقيقة»، والابنة الإماراتية اليوم، تحظى بمكانة وتمكينٍ لا يحظى بهما معظم دول العالم، وقيادتنا تضع ثقتها في المرأة والرجل بالتساوي، فكيف نجازي هذا التقدير ونثبت أننا نستحق هذه الثقة وبجدارة؟
هل ننضمّ لـ #تاء_الناجحات أم نتوه مع #تاء_التائهات؟
@HalaBadri
• «بين فاطمة وفاطمة، نجد #تاء_التائهات... تلك الفتاة التي أضاعت وجهتها، والتي تعتقد أن النجاح هو الشهرة، وأن الشُّهرة هي التمرّد».
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.