معضلة النصر
المعضلة الصعبة في الكرة الإماراتية هي نادي النصر ونتائجه السلبية، فعلى الرغم من الدعم غير المحدود الذي يحظى به النادي، والتغيرات الإدارية والفنية التي طالته، فإن الفريق «محلك سر»، ولم يرَ درع الدوري منذ سنوات طويلة، وبالتحديد منذ أيام المدرب الكبير لابولا والجيل النصراوي الكبير، أيام جميلة حيث يتمنى المشجع النصراوي أن تعود.. لكن أعتقد أنها ستطول بسبب التخطبات التي يعيشها النادي، وعدم الرضا عن أداء الفريق، وبصراحة الإدارة الحالية لم تقصر في التعاقدات، لكن أعتقد أنها لم توفق في اختيار اللاعبين الأجانب، الذين لم يصنعوا الفارق حتى الآن. حال فريق النصر حير المحبين والمتابعين، حتى المحللين الذين لم يعرفوا ما المشكلة الرئيسة لهذا النادي الكبير، الذي يعيش أوقاتاً غير سعيدة، خصوصاً بعد الخسارة أمام فريق دبا صاحب المركز الأخير في جدول ترتيب فرق دوري الخليج العربي.
- معظم الأندية تعاني تخبطات إدارية، وسوء اختيارات، والوصل واحد منها، حيث صار صيداً سهلاً للفرق الأخرى. |
من يتابع التراشق بين جماهير الوصل يدرك أن هناك فجوة، والسبب إدارة الوصل التي تتحمل ما يحصل لهذا الكيان وخروجه من جميع البطولات، إن معظم الأندية تعاني تخبطات إدارية وسوء الاختيارات، والوصل واحد منها، حيث صار صيداً سهلاً للفرق الأخرى. أيام جميلة اختفت للوصلاوية، عندما كان يقدم عروضاً قوية، وهي انتهت بصراحة بعد فوز الفريق بثنائية الدوري والكأس عام 2007.
الموسم الحالي هو موسم النسيان لفريق الوصل، وعليه ترتيب البيت من الداخل وإتمام تعاقدات جديدة، من أجل تدعيم الفريق للموسم المقبل، وفريق الشارقة خير مثال حيث جلب مدرباً مواطناً وقام بتعاقدات مع أجانب «سوبر»، وهو الآن متصدر الدوري، لأن العمل كان صحيحاً منذ البداية، والهدف كان واضحاً.
اقترب فريق الشارقة من بطولة الدوري، إذ يبتعد بفارق ثماني نقاط عن العين صاحب المركز الثاني، وعليه التركيز في المباريات المقبلة، فقد أحسن المدرب عبدالعزيز العنبري التعامل في مباراة الجزيرة، وعلى الرغم من ظروف المباراة والغيابات، فإن الفريق لم يستسلم وظهر قوياً، وهو الآن أمام منعطف جديد، وعليه أن يتعامل مع كل مباراة كنهائي كؤوس، إذا أراد بطولة الدوري، وأعتقد أن المباراة التي ستجمعه مع العين هي مباراه التتويج، بشرط ألا يهدر النقاط في المباريات المتبقية. حضور جميل لجماهير الملك، ولا ننسى الدور الرائع للإدارة واللجان التي تعمل بصمت، وهي الآن في طريقها لحصد الثمار، وأولاها بطولة الدوري هذا الموسم.
مشكلتنا الرئيسة في الكرة الإماراتية مشكلة إدارية بحتة، حيث نشاهد أشخاصاً ليس لهم دخل بالرياضة، يوجدون في مناصب مهمة، وهم لا يستحقون مناصبهم بصراحة، لأن العمل غير واضح والرؤية ضبابية، حالنا الكروية لن تتغير أبداً، وعلينا التطوير وجلب جيل جديد قادر على التطوير والإبداع، وهم موجودون، وينتظرون الفرصة لدخول هذا المعترك الصعب.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .