تاريخ الأبراج الشمسية في 3 دقائق
«العيب يا بروتس ليس في نجومنا وأقدارنا، بل فينا نحن الخاضعين التابعين لأنفسنا».
وليام شكسبير
قبل 2000 عام، اكتشف البابليون وجود نحو 12 قمراً على مدار السنة، لذا قسموا مسار الشمس إلى 12، وكل منها معروف ببرج، وقاموا بتسميتها وتخطيطها إلى رموز لتسهيل المهمة أكثر، مع إطلاق أسماء مختلفة على كل برج (ثور، عقرب، سرطان)، ما ساعدهم في تتبعها كل عام، وهكذا ابتكروا برجك الشمسي، وباختصار فإن برجك يكون البرج الذي كانت الشمس فيه يوم ولدت، ودعوني أعرض لكم بشكل مختصر الشريط التاريخي للأبراج الشمسية:
170 – 100 قبل الميلاد: نشر العالم الفلكي كلوديوس بطليموس، في القرن الثاني من الميلاد بمصر، أحد أهم كتب الفلك في التاريخ، كما ألف بطليموس أهم كتاب للتنجيم في التاريخ، يسمى «تيترابيبلوس»، حيث انتشر بشكل فائق، وبذلك ارتبط علم الفلك والتنجيم ببدء حقبة جديدة لاكتشاف هذين العالمين.
القرن الـ16: الملوك في أوروبا يقومون بتوظيف المنجمين للتنبؤ، ومنهم الملكة إليزابيث الأولى، وقد ذكر شكسبير التنجيم في كل قصة مشؤومة المصير تقريباً «روميو وجولييت برجاهما مشؤومان»، كانت تلك الحالة السائدة في أوساط أوروبا، إلى أن جاء العالم جاليلو جاليلي، ونسف فكرة أن الأرض هي محور الكون بل هي تدور حول الشمس، ما غير معتقدات وعلوماً كثيرة، منها علم التنجيم.
القرن الـ17: بدأت الثورة العلمية، ما أدى إلى انفصال التنجيم عن علم الفلك للأبد، مع إزاحة لقب «علم» عن التنجيم، وطمست سمعته لمئات السنين بعدها في الغرب.
1930: نشرت صحيفة في لندن مقالاً للمنجم «آر إتش تايلور»، احتفاء بميلاد الأميرة مارغريت، وقد تنبأ بدقة بالغة بأحداث مستقبلية ستمر بها الأميرة. وكان هذا ما حدث. ما أذهل الجميع وبعد ذلك التنبؤ منحت الصحيفة تايلور عموداً دائماً، ليبدأ بعدها بكتابة العمود ليقرأ طالع عامة الناس بناء على أبراجهم الشمسية، وتبعه الكثير من الصحف بعدها، وانتشرت الفكرة بشكل واسع، وعاد التنجيم أقوى من ذي قبل.
1968: ليندا غودمان تنشر كتابها «أبراج الشمس»، الذي كان أول كتاب تنجيم يوضع في قائمة أعلى المبيعات في نيويورك تايمز، وبيع من كتابها 30 مليون نسخة، وترجم إلى أكثر من 15 لغة.
1975: التنجيم ينال شعبية كبيرة في الولايات المتحدة، والمجتمع العلمي يحذر من التنجيم مطالباً جميع الصحف بطباعة تحذير على كل أعمدة قراءة الطالع، لأنه لا يوجد لها أي أساس علمي معتمد.
لكن...
في عالمنا اليوم تحظى أوصاف الشخصيات المبنية على الأبراج الشمسية بشعبية واسعة بين الناس، لكن المجتمع العلمي يبين لنا بعض الحقائق العلمية، التي تؤكد عدم صدقية ما يقال عن الأبراج، ومنها أن الأرض قد مالت منذ مدة بعيدة، ما أدى إلى تغير مواضع الأبراج وظهور أبراج أخرى جديدة، فهناك برج جديد رقم 13، يسمى حواء، كما تقلصت مدة برج العقرب إلى أسبوع!
يذكر البروفيسور في علم النفس، ستيوارت فيسي، في مقابلة شخصية له «أن سبب رؤية بعض الناس لأنفسهم بسهولة شديدة في طالعهم، هو أن الشخص يريد أن يرى نفسه فيه، ويصبح الشخص شريكاً في مشروع ملاءمة نفسه مع الطالع، ويطلق على ذلك الفعل تأثير بارنوم ذلك أن الجميع يرون أنفسهم في أي طالع مقدم لهم، لأن الأوصاف المتضمنة تكون غامضة وفضفاضة المعنى، وإيجابية نوعاً ما».
تكمن الخطورة عندما يؤمن الشخص بالصفات المذكورة في الأبراج، وقد سمعنا كثيراً أن بعض الأشخاص، هداهم الله، يختارون شركاء حياتهم بناء على أبراجهم الشمسية، ومدى توافقها مع برجهم!
أقولها بالعامية: «ها الي ناقص بعد».
الجميع يرون أنفسهم في أي طالع مقدم لهم، لأن الأوصاف المتضمنة تكون غامضة وفضفاضة المعنى، وإيجابية نوعاً ما.
Ahmed_almadloum
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .