كـل يــوم
طفلة عبّرت عن مشاعر 70 مليون شخص
طفلة صغيرة، جاءت من طاجيكستان لتحضن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بكل حب عفوي طفولي لا يعرف المجاملة ولا المبالغة، قبّلته وأمسكت به وقتاً ليس بقصير، وسموّه بادلها الحُب بحنان أبوي فائض، وبعناق لا يختلف كثيراً عن عناقه لأبنائه وأحفاده أو أي طفل إماراتي آخر.
«ماهينة» الطاجيكستانية تُشاهد محمد بن راشد للمرة الأولى، لكنها كانت تشعر بأنه شخص غالٍ وحنون ويحمل بين جنبيه قلباً أبوياً كبيراً وعطوفاً، فهي وإن كانت لا تعرف كل شيء عنه، فإنها تعرف أنه هو ذلك الشخص الذي أعاد لها طفولتها وحياتها الطبيعية، وهو الذي تحمّل كلفة علاجها لكي تعود للعب مع أقرانها مرة أخرى، هو بالنسبة لها صانع أمل في حياتها لا يمكن أن تنسى هذه اللحظة التي عانقته فيها، وهي بالنسبة له نموذج لما يفعله العطاء، وسبب في إنشائه مؤسسة ضخمة للمبادرات الإنسانية تجوب العالم، وتنشر الخير والعلم والمعرفة والعطاء اللامحدود للإنسان المحتاج أينما كان.
«ماهينة» كانت محظوظة لأنها وجدت الفرصة كي تقول شكراً لمن أنقذها ووقف بجانبها وتكفل بعلاجها من مرض قلبي نادر، كاد أن يودي بحياتها قبل أن تستمتع بطفولتها، في حين هُناك سبعون مليون شخص شملتهم مبادراته حول العالم يتمنون لو وجدوا مثل هذه الفرصة ليقولوا كلمة شكر لهذا الإنسان العظيم صاحب القلب الكبير، بالتأكيد هذا الأمر مستحيل، والأهم من ذلك أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يكفيه أن يتأكد أن هؤلاء الملايين جميعاً وجدوا ما يتمنون، وحصلوا على علاجات ومساعدات تعيد لهم البسمة وترسم لهم طريق الفرح، لا يريد شكراً من أحد بل قمة سعادته وفرحه تكمن عندما يرى الابتسامة تعود وترتسم على شفاه من حُرم منها.
مليار ونصف المليار درهم حجم إنفاق محمد بن راشد في مجال العطاء والعمل الخيري والإنساني خلال عام واحد، أسهمت هذه الأموال في تغيير حياة سبعين مليون شخص للأفضل، فميزة مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أنها دائمة وليست مؤقتة، فنهجه منذ زمن طويل هو تغيير حياة المحتاج لجعله قادراً على سد حاجته، لا إعطاؤه مساعدة مؤقتة لا تفيده إلا بشكل مؤقت وبسيط. سموّه قال منذ سنوات طويلة في إحدى محاضراته: «لا تُطعم المحتاج أرنباً، بل علّمه ليكون قادراً على اصطياد الأرانب»!
لذلك فصناعة الأمل وتحسين حياة الناس هما الخيار الأفضل من أجل حياة أفضل، ولذلك قدّم محمد بن راشد، على سبيل المثال، 312 مليون درهم للرعاية الصحية ومكافحة المرض، استفاد منها 13.1 مليون شخص، و131 مليون درهم لمبادرات الابتكار، و126 مليون درهم لتمكين المجتمعات، استفاد منها 3.2 ملايين شخص.
قلتها في مقال سابق، وأعيدها اليوم، لو كانت الجوائز العالمية عادلة وغير مسيّسة، فلن يكون هناك من هو أحق ولا أجدر بالحصول على جائزة نوبل من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، لم أكتمها في نفسي وقلت لسموّه ذات مرة: «ما تقدمه من خير للبشرية، ومبادرات إنسانية عالمية، لم يقدم ربعه أي فائز بجوائز نوبل منذ انطلاقتها».. أجابني وهو مليء بالطموح: «الحمد لله على كل ما قدمناه، وأعدك بأن ترى المزيد في كل عام».
twitter@samialreyami
reyami@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .