قرارات
عندما نواجه قرارات مصيرية تغير شكل حياتنا، فإننا نسعى لنصيحة أقرب شخص، أو نؤجل القرار، أو نتخذ قراراً متسرعاً باختيار أقرب حل، وغالباً يكون غير مجرّب.
مهما تأنيت في القرار، فليست هناك ضمانة أنك اتخذت الخيار الصحيح. فأحياناً، القرار الصعب هو الصحيح، وليس لأن الخيارات الأخرى غير واضحة.
عندما تكون مرتبكاً بسبب عامل العجلة في اتخاذ القرار، بالإضافة إلى حجم القرار وتعقيداته، فإنك - وهذا يعتمد على شخصيتك - غالباً ستميل إلى التأجيل أو اتخاذه سريعاً، لإزاحة الهم عن صدرك.
هناك نهج ذكي للقرارات الصعبة، هو تقسيم عملية اتخاذه إلى مجموعة خطوات صغيرة تدرس كل واحدة على حدة، هذه العملية ستساعدك في جمع المعلومات والحقائق حول المسألة. معلومات مع القرار وأخرى ضده، ثم فكر في الخيارات المطروحة، وادرس المعلومات قبل صنعه.
لو لم تعط نفسك الوقت الذي كنت بحاجة إليه لأخذ القرار، فستقوض النتيجة، وهي رضاك عما قررت، وتالياً ستتحول العملية برمتها إلى تجربة سيئة، قد لا تحمد عقباها، ولا تريد حتى تذكرها.. بكلمات أخرى، ستندم على القرار حتى لو كان متعلقاً بمسألة غير مهمة.
أصعب القرارات في أوقات الأزمات، القاعدة الذهبية ألا تصاب بالذعر، تحلَّ بضبط النفس وفكر بخياراتك جيداً. الكثير من الناس يقع في فخ عجلة الموقف، ويتخذ قراراً سريعاً يعالج أعراض الأزمة فقط دون حلها والنظر في عواقبها، فتأتيه الأزمة لاحقاً. ومن أفضل الحلول الاستعانة برأي شخص بعيد عن الدائرة المقربة، فقد يعطيك وجهة نظر مغايرة تفتح لك آفاق الحل.
بالعربي: في المسلسل الأميركي الشهير 24، يواجه نائب الرئيس المصاب بالرُهاب تشارلز لوغن، أزمة أمن قومي، فيعجز ويتهرب عن اتخاذ القرار، ويستعين بالرئيس السابق ديفيد بالمر، وينصبه رئيساً لخلية الأزمة. بعد انفراج الأزمة يقول بالمر للوغن: act presidential يعني تصرف كرئيس. وفي الواقع تبدلت الأدوار عندما قال نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، للرئيس الحالي دونالد ترامب: تصرف كرئيس! واتهمه بالرُهاب. في عملية صنع القرار أتفق مع بالمر، وأختلف بشدة مع بايدن، وشتان بين شخصيتي لوغن المتردد وترامب الحازم.
• مهما تأنيت في القرار فليست هناك ضمانة أنك اتخذت الخيار الصحيح، فأحياناً القرار الصعب هو الصحيح.
Abdulla.AlQamzi@emaratalyoum.com
لقراءة مقالات سابقة للكاتب، يرجى النقر على اسمه.